أميرة فتحي: عادل إمام هدفي وهذا ما قاله لي

أميرة فتحي
حجم الخط


تعترف الفنانة أميرة فتحي بأنها وزعت الشوكولا بعد براءة الرئيس المصري السابق حسني بارك، ولمتنشغل بالهجوم عليهاكما تتكلم عن سبب غيابها عن السينما، وكلام عادل إمام الذي لا تنساه، والفيلم الذي أضحكها، وتجربتها الوحيدة في الغناء، وعلاقتها بابنتها.


- تشاركين في مسلسل  "ألوان الطيف"بعد غياب عن الدراما، فكيف جاء ترشيحك له؟
تحدث إليّ المخرج عبد العزيز حشاد، وقال لي إن لديه سيناريو جيداً، ويريدني معه في العمل، وعندما قرأته أعجبني فوافقت عليه دون تردد.

- تقدمين شخصية «عاليا»، فما الذي جذبك في هذا الدور؟
الدور مختلف تماماً عما قدمته، أؤدّي شخصية فتاة تنتمي إلى الطبقة الشعبية، تتحمل مسؤولية أسرتها وتنفق عليهم وتتحمل أعباءهم ومشاكلهم، فهي نموذج للفتاة الطيبة المسالمة.

- وكيف استعددت لها؟
من خلال أدوات الممثل، مثل كيفية تحدث هذه الشخصية، والملابس، وأسلوبها وتعاملها مع من حولها، وشكلها الخارجي، وتسريحة شعرها، وأدق التفاصيل، مع الأخذ في الاعتبار ملاحظات المؤلف والمخرج.
ولكل ممثل ذاكرة يستدعيها مع كل عمل جديد. فعلى سبيل المثال في هذه الشخصية استدعيت إحدى الفتيات التي تعمل معي، وهي من طبقة أقرب إلى الشعبية، فاستحضرت طريقتها وملابسها وأسلوب كلامها أثناء الاستعداد للدور.

- إلى أي مدى يتقارب هذا الدور مع شخصيتك في فيلم «صباحو كدب» الذي قدّمت فيه أيضاً دور الفتاةالشعبية؟
شخصية «عاليا» تختلف تماماً عن دوري في «صباحو كدب»، فما يجمعهما هو أن الدور شعبي، لكن «عاليا» فتاة طيبة وتعمل بإخلاص من أجل تحصيل رزقها والإنفاق على عائلتها، بينما الدور الآخر كان لفتاة شعبية أشبه بفتاة الليل وتستغلّ أي شيء من أجل مصلحتها.

- هل تعتقدين أن الأدوار الشعبية أقرب للجمهور من الأدوار الأخرى لذلك يُقبل عليها الفنان؟
لا أعتقد بهذه الفكرة. فمن الممكن أن يعرض عليَّ دور فتاة شعبية، لكنه مكتوب بشكل سيِّئ جداً ولا يقدم جديداً فأرفضه على الفور. ومن الممكن أن أقدم دوراً رومانسياً، أو كوميدياً أو اجتماعياً، ويكون أقرب إلى الجمهور من الشعبي.

- هذا العمل ينتمي إلى نوعية البطولات الجماعية، فهل تفضلين هذه النوعية على مشاركة نجم في بطولةعمل؟
لكل نوعية من هذه الأعمال مميزاتها وصعوباتها، ودائماً ما تكون أعمال البطولة الجماعية صعبة، وأنا في مسلسل «ألوان الطيف» أحيّي مؤلف العمل أحمد صبحي، لأنه نجح في صنع شخصيات جديدة علاقاتها متشابكة، ومنح دور مساحته وفق الخط الدرامي الذي يسير فيه.
لا أنكر أنني أحب الأعمال الجماعية، فهي تولّد نوعاً من المنافسة الشريفة، والتي تفيد كل أبطال العمل وتعود في النهاية على العمل ككل وتساهم في نجاحه. وما يدفعني نحو المشاركة في أي عمل، سواء بطولة جماعية أو غير ذلك، هو السيناريو والطريقة التي أقدّم بها الدور للجمهور.

- تردد كلام عن خلافات بينك وبين لقاء الخميسي وفريال يوسف وبقية بطلات العمل، فهل هذا صحيح؟
سمعت هذه الشائعات، وأن كواليس المسلسل شهدت خلافات بين البطلات. لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق! على العكس تماماً فكثيراً ما أنتهي من مشاهدي ومعي بعض الممثلين، ونتجه إلى مكان خارج موقع التصوير، نجلس فيه للاستراحة، وسط أجواء من الضحك والترفيه بعيداً عن إرهاق التصوير.
ويشهد على ذلك صناع الأعمال الأخرى. فعندما نلتقيهم في مدينة الإنتاج الإعلامي يجلسون معنا ويقولون إن كواليس«ألوان الطيف» مليئة بالضحك بعيداً عن أي توتر. وأعتقد أن الروح الموجودة بيننا ستظهر حتماً على الشاشة وستنعكس على العمل وسيشعر الجمهور بروح الألفة والمحبة التي سادت الكواليس.

- يضم العمل أكثر من نجمة، فهل يشغلك ترتيب الأسماء على تتر المسلسل؟
أعتقد أن هذا الموضوع لا يشغل الجمهور على الإطلاق، لكنه يحدث أزمة مع المنتجين، فأنا لا أهتم بهذه الأمور، وليس لديَّ مشكلة في ذلك، لكن أحياناً ترفّع الفنان وتغاضيه عن بعض الأشياء قد يكلفانه سوء تقدير من المنتجين، فقد يأتي منتج ويضع اسمي بعد اسم فنان أو فنانة أقل مني ويقول إنني وافقت على ذلك في أعمالي السابقة، وهذا ما يزعجني، فأنا لا أعمل وأجتهد حتى يأتي غيري ويأخذ نجاحي. لذلك لديّ قاعدة في عملي، وهي عدم التنازل عن حقي الأدبي.

- هل واجهتك مشاهد صعبة أثناء تصوير المسلسل؟
هناك أشياء عديدة صعبة وليس مشهداً بعينه، فالدور يتطلب إحساساً عالياً. «عاليا» تضحك وتحمل الهموم، وهذا يتطلب مجهوداً من أجل إيصال هذه المشاعر، والمجتمع الذي تخرج منه مختلف ويحمل طبيعة خاصة، وهذا ما يجعل الدور صعباً، لكن بخلاف ذلك أستمتع بما أقدمه.

- قيل إنك وجدت صعوبة في مشهد يجمعك بعبير صبري وتمت الاستعانة بإحدى ممثلات الكومبارس؟
بالفعل كان هناك مشهد بيني وبينها في فرح، وكان يتطلب منا إطلاق الزغاريد، لكني فشلت في ذلك أكثر من مرة، فاستعان المخرج بكومبارس، وتم تنفيذه.

- وزّعت الحلوى في كواليس المسلسل احتفالاً ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ألم تخشي الانتقاد؟
لا أخاف من أحد، ورأيي واضح من البداية، فبالتالي لا أخشى رأي أحد أو الانتقادات. منذ أول يوم للثورة قلت إنني أحترم القادة، فأنا تربيت على ذلك، وأنا لست من الشخصيات التي تنسى الجيد وتتذكر السيِّئ، فلا ننسى أن مبارك صاحب الضربة الجوية في حرب أكتوبر73، ولا أنكر أن لديه أخطاء، لكني أتحدث بلسان مواطنة مصرية. أتذكر أنه قام بأشياء كثيرة لصالح البلد، وأنا ضد إهانة الرؤساء مهما كان، حتى الرئيس السابق محمد مرسي لا يمكنني شتمه أو سبه، ولا يمكن أن أقوم بذلك، وأنا أقول رأيي بحرية تامة.

- وما رأيك في ما وصلت إليه مصر حتى الآن؟
 نحتاج في الوقت الحالي إلى العمل وبناء البلد بشكل أكثر جدية، وأي وظيفة ليست عيباً فأي بلد ناجح في العالم يعمل أبناؤه بإخلاص ودقة وتفانٍ. ويجب أن نبتعد عن أي شيء سلبي، وندرك أن هناك مخططاً ضد مصر.
وأنا أؤكد هذا الكلام على الرغم من استمرار البعض في السخرية من أن هناك مخططاً. ويجب أن ندرك النعمة التي نحن فيها، وأننا لم نصل إلى ما وصلت إليه دول أخرى من دمار.

- هل لديك أعمال لرمضان المقبل؟
عرض عليَّ أكثر من عمل، لكن ليس لديَّ أي وقت للقراءة أو إبداء أي رأي، فأنا أصور مسلسل «ألوان الطيف» بشكل يومي، وبدأنا تصوير المسلسل في وقت متأخر، وهذا جعلنا نصوّر بأسرع وقت حتى نلحق بموعد العرض.
وفور الانتهاء من تصوير دوري سأقرر العمل المقبل الذي سأشارك به في رمضان. ففي الدراما يكون العمل أصعب بكثير من السينما، والحفظ يكون أصعب. ثلاثون حلقة لا يمكن مقارنتها بعمل سينمائي من ساعتين.

- لماذا غبت عن السينما منذ فيلمك الأخير «إبقى قابلني»؟
لم أبتعد عن السينما، لكنها هي التي ابتعدت عن الجميع. فقبل الثورة كنا نقدم ما بين 20 و30 عملاً سينمائياً، لكن في الوقت الحالي لا تتعدى الأفلام خمسة. وأنا شخصياً لم يعرض عليَّ عمل جيد يدفعني للمشاركة. وأرفض المشاركة في أفلام دون المستوى حفاظاً على ما قدمته.

- هل ما زالت السينما في أزمة؟
السينما في أزمة حقيقية، ويجب أن تتدخل الدولة لإنقاذها، فهناك تكتلات لا نفهمها، وبعض المنتجين هم المسؤولون في غرفة صناعة السينما، وعندما يحاول منتج بعيداً عن شلتهم العمل لحل الأزمة يقفون ضده ويعطلون عمله.

- هل تقصدين أزمة المنتج محمد السبكي والمنتج والموزع محمد حسن رمزي؟
أتحدث بشكل عام، فهناك منتجون أعرفهم دخلوا لينتجوا أفلاماً، تمّ اعتراض طريقهم وعدم السماح لهم بذلك، فهذه التكتلات عندما ترضى عن منتج تسمح له بالإنتاج، لكن عدم رضاهم عن شخص يجعلهم يحاربون ما يسعى إليه. فهناك ظلم يقع على بعض المنتجين لم نجد له حلاً حتى الآن.

- هل عرض عليك عمل سينمائي من نوعية الأفلام الشعبية التي انتشرت في الفترة الأخيرة؟
عرض عليَّ فيلم أقل ما يمكن أن أقوله إنه عمل بشع، وضحكت من بشاعته، وظن زوجي أنه يعجبني، لكني كنت أضحك من تفاهته، وعندما قلت للمنتج إنني لا أستطيع القيام به، قال لي إن هناك زميلة ترغب في القيام بهذا الدور. وللأسف هناك من يوافق على أي عمل مهما كان، لكني أرفض هذا المبدأ.

- هل أضرك حصرك في أدوار الفتاة المرفهة؟
أنا دائماً ما أتجه نحو الاختلاف، وفي كل عمل جديد أواجه العديد من التحديات، فعلى سبيل المثال في مسلسل «حق مشروع»، الذي قدّمت به دور فتاة صعيدية، كان العديد من الفنانين يعترضون على أدائي لهذا الدور، وكانوا يقولون للمخرج إن اختياري سيِّئ وقد يضر بالعمل ويضر بي، نظراً لأن دوري كان فتاة صعيدية تواجه العديد من الظروف، لكن تحدّيت كلامهم وأصررت على الخروج بهذه الشخصية كما يجب أن تكون، وبالفعل نجح الدور ومن هاجمني أثنى على أدائي.
وهو ما حدث أيضاً في دوري بفيلم «صباحو كدب» مع أحمد آدم، فلم يتوقع أحد أدائي دور الفتاة الشعبية بهذه الطريقة، لذلك تغيرت وجهة نظر الجميع بعد اختلاف أدواري... ولن أنسى كلمات الزعيم عادل إمام لي بعد هذا الفيلم، عندما قالي لي: «كنت أظنك تعملين بالشوكة والسكينة، وأنك دلوعة»، لكن بعد فيلم «صباحو كدب» وجد أن لديَّ موهبة كبيرة، وكلامه أسعدني كثيراً وقتها، وأستعيده على الدوام ولن أنساه، فهي إشادة من فنان كبير لا يحتاج إلى أن يجامل أحداً.

- هل لديك خط أحمر في أي عمل تقومين به؟
الخط الأحمر هو عدم قيامي بأعمال تافهة، وأنا لا أضع في ذهني فكرة الوجود، فمنذ تقديمي لمسلسل مع هاني رمزي في رمضان قبل الماضي، لم أجد العمل الدرامي الذي يشجعني على الحضور. لقد اجتزت مرحلة الانتشار بالتأكيد، ولدي رصيد معقول، وأريد أن تظل أعمالي في الذاكرة ولا أبذل فيها مجهوداً ثم تنسى.

- كانت لديك تجربة غنائية وحيدة وهي أغنية «عقبال كل البنات»، لماذا لم تكرريها؟
هذه الأغنية طرحت قبل الثورة مباشرة ولم تأخذ حقها، لكنها بعد ذلك حققت نجاحاً كبيراً وحققت نسبة مشاهدة كبيرة وتحميل عبر الإنترنت.
ويسعدني كثيراً عندما يقولون لي إنهم يتفاءلون بهذه الأغنية ويحبونها ويطلبونها في حفلات الزفاف، ففرحتي بهذا الكلام لا توصف. لكن بعد اندلاع ثورة يناير لم يكن لديَّ أي شهية لخوض تجربة أخرى.

- هل فكرت في احتراف الغناء وإصدار ألبومات والاستمرار في هذا المجال؟
أنا في الحقيقة مؤدية ولست مطربة، فعندما أقدم على تجربة أخرى أفضل أن تكون حالة خاصة مثلما حدث في «عقبال كل البنات»، أي لمناسبة خاصة أو تشكل حالة بعينها، ولا أفكر إطلاقاً في احتراف الغناء.
وحتى هذه التجربة لم أرتّب لها، فعندما عرضت عليَّ أخذت عاماً كاملاً لتنفذ، وذلك بسبب حرصي على خروج الأغنية بأفضل صورة، ولأن هذا المجال بعيد عني تماماً، فيجب عندما أخوض تجربة فيه أن تكون على أفضل نحو وأكون راضية عنها تماماً، حتى لا أخسر.

- من الفنان الذي ترغبين في العمل معه؟
عادل إمام، فهو هدفي الذي لا يذهب عن ذهني، فأنا أتمنى مشاركته أحد أعماله، خاصة بعد إشادته بي وتشجيعه لي، وأتمنى أن يحدث ذلك وتتحقق رغبتي.

- من تحبين من المطربين؟
أحب الموسيقى بشكل عام، سواء أغانٍ قديمة أو حديثة، فأحب عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وأحمد عدوية، وحكيم، وأعشق الأغاني الشعبية، وعمرو دياب تربيت على أغانيه، وأيضاً محمد منير، ومحمد حماقي.


أنا وابنتي

✽ كيف تسير علاقتك بابنتك «جويرية»؟
إذا لم يكن لديَّ تصوير أمضي طوال الوقت معها وأتابع دراستها، مثلما حدث العام الماضي لعدم التزامي بأي عمل. بينما أثناء مشاركتي في عمل، كما في الوقت الحالي، فتكون نائمة عندما أعود من التصوير والعكس صحيح، لذلك في هذه الفترة والدتي تتابعها أكثر مني.


هواياتي

✽ ما هي هوايتك المفضلة؟
ممارسة الرياضة، فهي أكثر شيء أحرص على الالتزام به طوال الوقت، وكلما سمح وقتي بذلك، وأحب أن أقرأ بشكل دائم.