كشف تقرير نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الثلاثاء، عن اعتراف من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بفشل قواته في اعتقال أي من المستوطنين المتطرفين المتورطين في هجمات ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن ذلك جاء خلال جلسة عقدت بداية الشهر الجاري، بمشاركة نتنياهو وضباط كبار من الشرطة الإسرايلية، والشاباك، ومجلس الأمن القومي، وكذلك قيادة الجيش بالضفة الغربية.
ونشب خلال تلك الجلسة خلافات بين ضباط الشرطة الإسرائيلية، وقائد الجيش في الضفة يهودا فوكس.
واتهم فوكس، الشرطة بأنها لا تقوم بمهامها ولا يوجد تطبيق كافٍ للعقوبات ضد المستوطنين الذين يرتكبون جرائم عنف قومي ضد الفلسطينيين.
ووفقًا للصحيفة، فإن التوتر زاد في الجلسة بعد التعامل الباهت مع حادثة قتل فلسطينيين من قبل المستوطنين في بلدة عقربا جنوب نابلس في شهر أبريل الماضي، بدون اعتقال أي من المتورطين بالحدث، أو تقديم لوائح اتهام ضد مشتبه بهم تم احتجازهم مؤقتًا.
وزادت الخلافات بعد اتهامات متبادلة بشأن هوية مطلقي النار، حيث وجه ضباط الشرطة اتهامات بناءً على شهادات المستوطنين بأن من أطلق النار هو الجنود، وهو الأمر الذي نفاه فوكس.
وقال ضباط الشرطة، لنتنياهو، خلال الجلسة إنهم عثروا على رصاص جنود في المكان، فيما رد فوكس بالقول: "هؤلاء جنود مستوطنون كانوا في إجازة"، فيما رد عليه أحد كبار الضباط: "أنا من أجري التحقيق وليس أنت"، فيما علق قائد الجيش بالضفة: "من المثير للاهتمام أن نعرف كيف تجري التحقيقات".
وبحسب مصادر حضرت اللقاء فإن قائد الجيش الإسرائيلي كان يشير إلى تورط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بحماية المستوطنين وعدم تعريضهم للتحقيقات.
وقرر نتنياهو حينها التدخل وقال: "دعونا نتفق على أن الذين قتلوا الفلسطينيين هم يهود وليسوا فلسطينيين"، ثم توجه بكلامه لضباط الشرطة: "كيف يمكن في مثل هذه الأحداث لا يتم القبض على يهودي متطرف واحد يرتكب جرائم خطيرة؟ .. الأميركيون يضغطون علينا".
ورد ضباط الشرطة الإسرائيلية عليه: "الشاباك هو الذي يقدم لنا المعلومات الاستخباراتية وليس نحن"، فيما قال ضباط من الجيش: "لماذا لم تأخذ الشرطة سلاح موشيه شارفيت؟" (أحد المستوطنين الذين فرض عليهم البيت الأبيض عقوبات، وقد ظهر في مقطع فيديو خلال تلك الأحداث يحمل مسدسه).
وأضاف ضابط الجيش: "من كان حاضرًا في الحدث للتفتيش والتحقيق؟ هل هكذا تجري التحقيقات؟"، فأجاب ضباط الشرطة: "لا ينبغي أخذ كل سلاح، التحقيق مستمر، ولسنا بحاجة إلى أن نتعلم كيفية التحقيق".
وخلال الجلسة نشب جدال آخر حول زيادة عدد حوادث الجرائم القومية بحق الفلسطينيين من قبل الفلسطينيين، حيث تبنى ضباط الجيش وقائدهم ذلك، بينما نفت الشرطة الإسرائيلية هذا وقدمت بيانات مختلفة تشير إلى وجود انخفاض بـ 50% بالهجمات مقارنةً بالعام الماضي.
وقال فوكس، لضباط الشرطة: "تحسبون كما تريدون"، فيما قال ممثلو الشرطة: "عادي وأنتم تحسبون كما تريدون".
وتقول الصحيفة، في جميع الأحداث التي وقعت في أعقاب الهجوم الذي قتل فيه مستوطن يرعى الأغنام قرب رام الله، لم يتم تقديم لائحة اتهام واحدة ضد المستوطنين المتورطين بتلك الحوادث ضد الفلسطينيين.