6 خطوات للتعامل مع انفعالات المراهق الزائدة وطرق مختلفة لمعاقبته

353232.jpg.webp
حجم الخط

وكالة خبر

ما إن ينتقل الطفل من سنوات الطفولة بعفويتها إلى مرحلة البلوغ والمراهقة، إلا ويعلن الآباء حالة الطوارئ بالمنزل، وهذا ليس من فراغ؛ فكثيراً ما تتسم مشاعر وانفعالات المراهق في تلك الفترة بالتهور والتسرع والتقلب وعدم الثبات، نظراً لتفاعل الهرمونات بداخله، إضافة إلى صفات المراهق العامة.
فيصبح مرهف الحس، شديد الحساسية، يتأثر بنقد الآخرين، حتى لو كان هادئاً وهادفاً، في حالة انشغال دائم، بكثرة أحلام اليقظة، بجانب التجارب الجديدة التي يمر بها بوعي وإدراك مختلف، والتي تعد من أهم خصائص النمو الانفعالي للمراهق.
في هذا السياق كان لـ "سيدتي" هذا اللقاء مع استشاري الطب النفسي الدكتور محسن القاضي؛ للتعرف إلى مشاعر وانفعالات المراهق، وردود أفعاله، وكيف يتم التعامل معها؟ مع رصد لبعض النصائح والطرق التربوية للعقاب.

1- انتبهي لحساسية المراهق

انفعالات المراهق تزداد حساسية عند توجيه النقد

المراهق في رفضه وتمرده وانفعالاته يكون بطبيعته، ولكن تزداد حساسيته إذا وجّه إليه أي نقد، حتى إن كان بشكل غير مباشر.
عندما ينفعل المراهق بشدة ويغضب، يولد بداخله إحساس غريب جداً، وهو أن الجميع لا يحبونه، وحينها لا يستجيب لنصائح والديه.
قد يكون الأهل سبب غضبه وانفعاله، إذا تربى في أجواء الخلافات بين الوالدين منذ طفولته، فينشأ على ذلك.
على الأسرة أن تكون قدوة صالحة من حيث الأقوال والأفعال؛ لأن الأطفال يعيشون في بيئة ويكتسبون منها العادات والطباع.
لا حل لمشاكل المراهقين إلا بتكوين صداقة معهم في تلك المرحلة؛ ليشعر الابن المراهق بأن والديه قريبان منه، وأنهما يريدان مصلحته.
يعيش المراهق الكثير من الفترات الحساسة والمتمردة جداً، ولهذا تكثر مشاكله الأشبه بالرفض والعصيان، والتي تؤثر على علاقته بالوالدين.
المراهق، كما يحتاج إلى الحب والحنان والتفهم، هو في حاجة أيضاً لبعض التأديب والعقاب، الذي يتناسب والمرحلة الحرجة التي يمر بها.

2- للأبوين: تعاملا بهدوء ولا ترفعا درجة التوتر

عدم النقاش مع المراهق حتى يهدأ إذا كان غاضباً
  • لا تتبعا أسلوب الحزم الشديد، وخير الأمور أوسطها.
  • امنحاه القليل من الخصوصية، ولا تعاقباه بالانقطاع عن الحديث معه.
  • يجب عدم النقاش مع المراهق حتى يهدأ إذا كان غاضباً.
  • اختارا الوقت المناسب لتشعراه بمدى حبكما وحرصكما على مصلحته.
  • أخبريه بأن كل خطأ من الممكن تصحيحه، شرط عدم تجاوز الحدود.
  • غضب وتمرد المراهق ليس إهانة لكما، فانفعالاته بسبب مرحلته العمرية.
  • المراهقة مرحلة نمو وبناء جسد، فلا تغفلا نوعية الغذاء الجيد، وصحة المراهق.
  • انتهزا الفرصة واصطحباه في نزهة خاصة، وتحدثا معاً عما يخصه أو يفكر فيه، بشكل غير مباشر.
  • لا تجعلا غضبه يفقدكما السيطرة على انفعالاتكما، وامنحاه الثقة المطلقة، وخلصاه تدريجياً من العادات السيئة.
  • سنوات المراهقة ولادة من جديد للفتى أو الفتاة، وعلى الآباء التحلي بالصبر والهوادة وبعض اللين والحزم؛ لتمر المرحلة بسلام.

3- تقرب إلى المراهق وصحح أخطاءه دون توبيخ صريح

على المراهق أن يعرف أن سلوكه غير مقبول، من دون أن يفقد الأبوان هدوءهما، وبعد التوقف عن الحديث، أخبر ابنك المراهق بأنك ستؤجل ذلك؛ حتى يكف عن ردود أفعاله الغاضبة.
تصحيح السلوكيات الخاطئة، بدون توبيخ صريح، وبدون استخدام لهجة ساخرة، أو مهينة أو مسيئة، خاصة في وجود أي أحد، تجعل المراهق يتأكد من أنكِ ترفضين سلوكه، وليس لمضايقته.
اطلبي من ابنك -أو ابنتك- اقتراح عقاب، فسيسّهل ذلك قبول العقاب، وحددي للتنفيذ بضع ساعات أو أياماً، وكوني قدوة صالحة له، فالمراهق ناقد متربص، كما أنه مقلد بارع، فلتكن أفعالك تتفق وكلماتك.

4- ضعي قواعد ثابتة لعقاب المراهق دون إيذائه

اللجوء إلى الضرب أو الإهانة يؤدي إلى نتائج عكسية
  • ينصح خبراء التربية بضرورة وضع قواعد وضوابط وإرسائها بالمنزل؛ ترتبط بعادات الاجتماع على السفرة، أداء الواجب المنزلي، الجلوس أمام الشاشات، وقت النوم، المذاكرة.
  • أن يمنح الآباء المراهق فرصة ممارسة التفاوض، والوصول إلى حلول وسط، بشرط ألا يتعلق ذلك بأمور تمس الأخلاق، أو سلامة المراهق، هذه الأشياء مرفوضة تماماً.
  • أن يلتزم الآباء بالهدوء والصبر والابتعاد عن الانفعالات الزائدة، أمام مظاهر رفض المراهق؛ كالصراخ والصوت العالي أو حتى العبوس، رغم شرحك للمراهق بعواقب هذا السلوك.
  • أن يدرك الآباء أن العقاب لا يعني الضرب أو اتباع أسلوب عنيف، بل الهدف منه جعل المراهق يفكر في تصرّفه، ويتعلّم من تجربته الخاطئة في آن واحد، ولا يكررها.
  • اللجوء إلى الضرب أو الإهانة سيؤدي إلى نتائج عكسية، وسيقابل المراهق هذا الأسلوب برفض وعناد أكثر مما قبل، في محاولة منه لفرض شخصيته الجديدة.
  • عقاب المراهق تكون بمنعه من الذهاب إلى الأماكن التي يحبها، والصحبة التي يرتاح معها، أو منعه من مشاهدة البرامج التي يحبها، أو تقصير مدة الجلوس أمام الشاشات لوقت أطول، مع ذكر السبب .
  • عقاب المراهق سيقوده حتماً إلى التفكير بتصرّفه وما فعله من تجاوز، لأنه سيُحرم من أمر يحبّه ويرغبه، وكلّما طالت مدّة المنع من الخروج مثلاً؛ شعر المراهق بالمسؤولية أكثر وراجع نفسه.
  • لا تعاقب وأنت غاضب، ولا تفرض عقوبة لن تنفذها، وتجنب عقاب كل أبنائك بسبب أحدهم، كن أيها الأب -الأم- حازماً، فالإيذاء البدني في تنفيذ العقاب، والقسوة المفرطة أو التساهل غير مطلوبيْن.

5- طرق مختلفة لمعاقبة المراهق

يمكن حرمان المراهق من اللعب على شاشات الأجهزة الإلكترونية، باعتبارها وسيلة التسلية الحالية التي يتعلّق بها المراهق كثيراً، وحرمانه من استخدامها يمثل له عقاباً قاسياً سيؤثر فيه حتماً، ويجعله يفكر قبل إساءة التصرّف مجدداً،لا مانع أيضاً من جلوس المراهق في غرفته ومنعه من التحدث أو مخاطبة أحد، أو حتى التعامل مع إخوته وأشقائه، مما له وقع مؤثر عليه، هذه الطريقة تؤّمن الوقت الكافي؛ لكي يجلس بمفرده ويفكّر ويعيد حساباته.
كما أن إجبار المراهق على المشاركة في القيام بأعمال لا يحبّها وسيلة جيّدة للعقاب والتعلّم معاً، ومن هذه الأعمال تنظيف غرفته وترتيبها، أو تنظيف الحديقة من الأعشاب.

6- احرمي المراهق من الأشياء التي يحبها

احرمي المراهق من أشيائه المفضلة كنوع من العقاب

إن أسلوب الثواب والعقاب يجب أن يأتي حسب السلوكيات التي تصدر من المراهق، حدِّدي أنتِ القواعد ليتبعها الأبناء، فالشخص الذي يتعود منذ الصغر على احترام قواعد المنزل، يشبّ على ذلك.
وفي المستقبل، يكون قادراً على احترام قواعد فريقه الرياضي، ونظام العمل، والتزامات الدراسة، العقاب -كما يقولون- قادر على خلق أشخاص ناجحين في الحياة.
احرمي المراهق من أشيائه المفضلة؛ التي لا يمكنه الاستغناء عنها، مثل الكمبيوتر، الآي باد، أو ممارسة رياضته المفضلة، فإذا حُرِمَ منه لمدة، فقد يجعله هذا يعيد التفكير قبل أن يكرر الخطأ نفسه.