مفاوضات الفرصة الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة.. لا يوجد خيارات أمام نتنياهو

Netanyahu-730x430.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

قبل أن تبدأ جولة مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، بين الجانبين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، انفجرت تساؤلات عديدة: هل ستنجح  هذه الجولة، أم ستلحق بسابقاتها؟.. هل نتنياهو جادا وصريحا هذه المرة التي تعد مفاوضات الفرصة الأخيرة له حسب وسائل الإٌعلام الأميركية، أم أنه يناور بارسال رئيس الموساد إلى الدوحة بمفرده دون أعضاء طاقم المفاوضات؟

نتنياهو «مخادع ويتلاعب بالألفاظ»

ومن الواضح أن التجارب السابقة مع نتنياهو تؤكد أنه «مخادع ويتلاعب بالألفاظ ويختلق مبررات» وهو أبعد ما يكون من الرغبة في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب تحليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، دكتور رائد نعيرات.

عوامل ضاغطة على نتنياهو

وقال في حوار على شاشة الغد: «نتنياهو يدرك أن توقيع الصفقة سوف تنهي مستقبله السياسي أو  أنها ستتوج فشله، ولكنه يواجه حاليا ضغوطات داخلية ومن الولايات المتحدة،  وهذه المرة سوف يضع في حساباته الضغوط الأميركية، وضغوط الشارع الإسرائيلي، وضغوط المعارضة وقوى سياسية تطالب بعقد الصفقة، وكذلك تأثير حالة تدهور الأوضاع الاقتصادية الداخلية، وكذلك حالة الجيش المنهك وما يؤكده وزير الجيش عن حاجته لجنود وذخيرة.

نتنياهو يوافق على بدء جولة مفاوضات مرغما ومكرها

وأضاف موضحا: «كل هذه العوامل ضاغطة على نتنياهو اليوم وهي التي تدفعه لطاولة المفاوضات.. أي أن نتنياهو يوافق على بدء جولة مفاوضات مرغما ومكرها، وسوف يتحين الفرصة للتملص من الصفقة، وقد يفشل الصفقة بغد المرحلة الأولى فقط !!»

تخوفات من «خداع نتنياهو»

وتابع: «هناك تخوف قائم بالفعل من أن نتنياهو قد يحدث خللا أثناء تطبيق الصفقة، لأن نتنياهو معروف بأنه مراوغ ولا يلتزم بشىء، وهو شخصية تذهب لعموميات الأشياء، وتقدم الشىء ونقيضه، والأطراف كلهم متنبهون لذلك، سواء المقاومة الفلسطينية باشتراطاتها قبل التوقيع على الصفقة، وكذلك أيضا الوسطاء وهم على قناعة بهذه المواقف المسبقة لنتنياهو».

لا يوجد خيارات أمام حكومة نتنياهو

ومن جانبه، يؤكد الباحث السياسي الفسطيني، فراس ياغي، أنه لا يوجد خيارات أمام الجانب الإسرائيلي، بعدما تمكن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) من إقناع حماس  بما يتعلق بالتعديلات خاصة المواد 8 و14 بينما لم توافق إسرائيل على تعديل المادة 14، ورفضت طلب حماس الحصول على التزام مكتوب من الولايات المتحدة ومصر وقطر، بشأن استمرار المرحلة الثانية من الاتفاق من دون حد زمني، ثم وافقت إسرائيل  أخيرا حيث لا خيارات  أمامها، خاصة مع وجود استطلاع للرأي في الداخل الإسرائيلي يتحدث  عن نسبة 67 % من الرأي العام الإسرائيلي، مع عقد الصفقة وإنهاء الحرب، وأيضا المستوى الأمني والعسكري مع التوجه لعقد الصفقة.

وقال في مداخلة على شاشة الغد: «إنني أعتقد أن نتنياهو يذهب للمفاوضات لكي يناور وليس بنية صادقة لتوقيع صفقة جديدة، ولكن بقي التفاؤل الحذر بأن يتم عقد الصفقة»

حالة من عدم التفاؤل الشديد

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، محسن أبو رمضان، أن المرونة التي أبدتها حماس تؤكد أن الكرة الآن في ملعب دولة الاحتلال، ولكن هناك حالة من عدم  التفاؤل تجاه استجابة نتنياهو لمرونة حماس، وذلك بناء على ما كشف عنه نتنياهو خلال المحادثة الهاتفية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنه حريص على إتمام الصفقة حتى إطلاق سراح الأسرى ثم يواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها.

وقال الباحث السياسي، في حوار على شاشة الغد: إن حركة حماس أبدت مرونة ذكية في هذا الاتجاه، مع عدم التنازل عن ثوابت المقاومة والتي تعبر عن النبض العام الفلسطيني، من حيث وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.