وجه الجيش الإسرائيلي دعوة للصحافيين للقيام بجولة ميدانية في مدينة رفح يوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي تزور فيها وسائل الإعلام الدولية المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة منذ نفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومه عليها. ومنعت إسرائيل وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.
وصف مراسل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، المشهد في قطاع غزة بعدما قام بزيارة ميدانية لمعاينة الأوضاع.
وقال دوف ليبر: «كانت هذه المنطقة الحدودية التي يبلغ طولها تسعة أميال والتي تفصل قطاع غزة عن مصر في السابق معبراً تجارياً مزدحماً للسلع والأشخاص.. اليوم، بعد أسابيع من القتال، أصبحت أرضًا قاحلة مسطحة».
وأضاف: «وقد أظهرت رحلة عبر رفح برفقة الجيش الإسرائيلي في مركبات مكشوفة أن الأحياء المجاورة أصبحت خالية من السكان بالكامل. فقد تحولت المباني الواحدة تلو الأخرى إلى أكوام من الأنقاض».
وتابع: «كانت كل المباني التي لا تزال قائمة مثقوبة بالرصاص أو تعرضت لتدمير أجزاء منها بفعل قذائف الدبابات أو الغارات الجوية. كما سقط رأس مئذنة مسجد، وترك الهلال معلقا من برجه» واستطرد: «كما تحولت المباني الإدارية والطرق التي تشكل معبر رفح نفسه إلى أنقاض. وظل برج الحراسة الذي تحطمت نوافذه فارغاً. وفوقه لافتة كبيرة نجت من القصف الإسرائيلي تقول باللغة العربية: «مرحباً بكم في فلسطين».
وتمكن مراسل صحيفة وول ستريت جورنال وصحفيون من مؤسسات إخبارية أخرى من إلقاء نظرة مباشرة على العواقب يوم الأربعاء أثناء رحلة عبر منطقة الحدود وبعض الأقسام الصغيرة المجاورة لرفح نظمها الجيش الإسرائيلي. ظل الصحفيون على مقربة من الجنود، لكنهم سافروا في مركبات عسكرية مفتوحة وتجولوا في بعض شوارع رفح المدمرة، بينما كانت القوات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى سيطرتها على المنطقة.
ويبدو أن أغلب المباني المنخفضة الارتفاع في الأحياء المزدحمة المتاخمة للحدود تعرضت لعمليات تمشيط من جانب الجيش الإسرائيلي، حيث فجرت أبوابها وفتشتها بدقة أو هدمت. وكما هي الحال في أغلب أنحاء غزة، فقد دمرت الدبابات الإسرائيلية الطرق، ولم يبق في أعقابها سوى ممرات رملية.
وكتب مراسل وول ستريت: «كان الجنود الإسرائيليون يطلقون النار من بنادقهم الهجومية من حين لآخر، رغم أنه لم يكن من الواضح ما الذي كانوا يطلقون النار عليه. وفي مكان قريب، كانت عشرات الشاحنات في صف واحد طويل تشق طريقها إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، الذي أصبح الآن نقطة الدخول الرئيسية إلى غزة للسلع التجارية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها».
وزعم جيش الاحتلال لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية أن مقاتلي القسام قاموا بتفخيخ المنازل في رفح، ولذلك قام الجيش الإسرائيلي بتسوية مساحات واسعة من منازل المدنيين في رفح بالأرض لإزالة تلك الفخاخ .
وقال مراسل وول ستريت: «والآن تم هدم كل المباني تقريبا على طول الطريق، حيث تقول القوات الإسرائيلية إنها تواصل تحديد مداخل الأنفاق ومواقع إطلاق الصواريخ أو قذائف الهاون».