اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن إصراره على شن عملية عسكرية على رفح، جنوبي قطاع غزة، دفع حركة حماس إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن مقترح الصفقة الذي تم الاتفاق عليه مع إسرائيل والذي حظي بموافقة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "سيسمح لإسرائيل بإعادة الرهائن دون الإضرار بأهداف الحرب" المتواصلة منذ 275 يوما.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب نتنياهو في ظل تعالي الأصوات من جهات أمنية وسياسية في إسرائيل وكذلك من قبل عائلات أسرى محتجزين في قطاع غزة، تتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل الأسرى، والعمل على عرقلة الصفقة المحتملة لأسباب سياسية تتمحور حول بقائه في السلطة.
وقال نتنياهو إنه "يواصل تمسكه الثابت بالمبادئ التي اتفقت عليها إسرائيل" والتي تتمثل بأن "أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة للقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب؛ لن يُسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس عبر حدود غزة مع مصر؛ لن يُسمح بعودة آلاف المواطنين إلى شمال قطاع غزة؛ إسرائيل ستعمل على زيادة عدد الرهائن المحتجزين الأحياء الذين سيتم إعادتهم من حماس".
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه خلال المداولات التي عقدها قبل أيام، أضاف نتنياهو شرطا إسرائيليا جديدا في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة حماس، يتمثل بـ"تفتيش المواطنين الغزيين العائدين إلى شمال القطاع"، ونقلت القناة عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقديراتهم بأن "حماس لن تكون جاهزة للموافقة على هذا الطلب".
"أسبوع حاسم"
وكشفت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") أن بيان مكتب نتنياهو صدر قبيل مداولات من المقرر أن يعقدها الليلة لتحديد صلاحيات الفريق المفاوض والإستراتيجية التي سيتبعها في المفاوضات خلال الأسبوع الجاري الذي اعتبرت أنه "يتضمن تطورات مهمة".
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات أن "هذا أسبوع سيكون حاسما، حيث ستمارس الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل لدفعها إلى تبني التغييرات المقترحة، فيما سيمارس الوسطاء ضغطا موازيا على حركة حماس لدفعها إلى التوصل إلى تفاهمات".
وبحسب المصدر، فإن "حماس تشير إلى أنها مستعدة للتحلي بالمرونة تجاه التوصل إلى اتفاق، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تحاول الاستفادة من هذه الفرصة، على الرغم من الصعوبات السياسية".
"محادثات في القاهرة الثلاثاء وقمة في الدوحة الأربعاء"
وفي وقت سابق الأحد، ذكرت "كان 11" أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، سيزور العاصمة المصرية، القاهرة، يوم الثلاثاء المقبل، في إطار الجهود الأميركية لدفع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ورجحت القناة الرسمية الإسرائيلية أن يشارك رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، في المحادثات المقررة في القاهرة، يوم الثلاثاء؛ كما أفادت بأن مسؤولين في فريق التفاوض سيشاركون في المحادثات المقررة في القاهرة الثلاثاء، وفي الدوحة، الأربعاء.
ونقلت "كان 11" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة على التفاصيل" أن اجتماعا رباعيا يعقد يوم الأربعاء المقبل في الدوحة، بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل.
جاء ذلك فيما أكد قيادي في حماس تحدث لوكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، أن الحركة وافقت "أن تنطلق المفاوضات" حول الرهائن "من دون تعهد إسرائيلي بوقف إطلاق نار" بشكل دائم، وذلك بعد حصول الحركة على تعهدات من الوسطاء.
وذكّر القيادي بأن "حماس كانت في السابق تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم" لتخوض مفاوضات غير مباشرة عبر الوسطاء، حول تبادل الأسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وأضاف "هذه الخطوة تم تجاوزها حيث أن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة، يستمر وقف إطلاق النار". وتابع "حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، ووافقت أن تنطلق المفاوضات".
حماس تنتظر رد إسرائيل
وقال مسؤولان في الحركة تحدثا لوكالة "رويترز"، إن حماس تنتظر ردا إسرائيليا على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد خمسة أيام من قبولها جزءا رئيسيا من خطة أميركية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في قطاع غزة.
وقال أحد مسؤولَي حماس لـ"رويترز" طالبا عدم نشر اسمه: "سلمنا ردنا للوسطاء وننتظر سماع رد الاحتلال".
وطرح الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نهاية أيار/ مايو الماضي الخطة المكونة من ثلاث مراحل والتي تضطلع فيها قطر ومصر بدور الوساطة. وتهدف الخطة إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول فلسطيني آخر، قالت إنه "مطلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار"، أن هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء قطريين. وقال المسؤول "ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم بأن يردوا خلال أيام".
"المفاوضات قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة"
وبحسب التقارير، تخلت حماس عن مطلب رئيسي بأن تلتزم إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق. وقال مصدر من الحركة أن حماس ستسمح بدلا من ذلك بتحقيق هذا الهدف خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع.
وأشار القيادي في حماس لـ"فرانس برس"، إلى أن مصر وتركيا تبذلان جهودًا "في سبيل الوصول لاتفاق".
ولفت إلى أن "حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطّل إسرائيل مسار التفاوض كما المرّات السابقة". وأضاف "الكرة في الملعب الإسرائيلي، إذا أرادوا التوصل لاتفاق فهذا ممكن جدًا أن يتحقق".
ولفت إلى أن حماس "أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يوميًا في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح".
وذكر مصدر مطلع أن مدير "سي آي إيه، بيرنز، سيتوجه إلى قطر خلال أيام من أجل المفاوضات.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وفود عمل إسرائيلية على المستوى المهني ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة والدوحة، لبلورة المخطط النهائي للاتفاق، ومعالجة القضايا محل نزاع، مثل هوية الأسرى الذين سيشملهم التبادل وآلية وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة.
وفي ما يتعلق بالجداول الزمنية، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي "لن يتم خلال أيام"، مشيرة إلى أننا نشهد انطلاق مفاوضات القد تستمر عدة أسابيع. في حين حذّرت الأطراف من أن "التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون".
المصدر:"عرب 48"