هل تعيد محاولة اغتيال ترمب عهد العنف السياسي في أميركا؟

AFP__20240714__AR-202407141352320240714YGTGS002185_202407141352339267851__v1__Previe-750x430 (1).jpg
حجم الخط

وكالة خبر

قالت شبكة CNN الإخبارية إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، فتحت «فصلًا جديدًا مظلمًا في قصة العنف السياسي الملعونة في أميركا».

وأشارت إلى أن الأمة الأميركية كانت بالفعل منعزلة للغاية خلال واحدة من أكثر الفترات توترًا في تاريخها الحديث.

ورأت أن استهداف رئيس سابق في تجمع انتخابي قبل أيام قليلة من قبوله ترشيح الحزب الجمهوري هو «هجوم على الديمقراطية».

وقال الرئيس السابق ترمب في وقت لاحق إنه شعر برصاصة اخترقت جلد أذنه، التي سالت منها الدماء عندما تم نقله على عجل من مكان الحادث.

وأصبحت صورة التقطها مصور وكالة أسوشيتد برس لترمب وهو ملقى على الأرض والدماء تغطي أذنه وخده، رمزية، في الوقت الذي أسرع عملاء الخدمة السرية بإخراجه من على المسرح، وقد رفع قبضته وفي الخلفية علم أميركي.

ورأت أن تلك الصورة ستشير إلى عصر سياسي محفوف بالمخاطر، وأن دوي إطلاق النار ورؤية زعيم سياسي يسقط على الأرض وهرع عملاء الخدمة السرية لإلقاء أنفسهم فوقه لحمايته أثار «صدمات تاريخية خطيرة» – بحد وصف التقرير.

وأوضحت أنه رغم أن ترمب لا يشغل منصب الرئيس حاليًا، إلا أن إصابته تؤكد «التهديد الدائم الذي يلوح دائمًا في الأفق فوق المنصب وللذين يترشحون له».

وشهد التاريخ الأميركي مقتل 4 رؤساء أثناء وجودهم في مناصبهم، وآخرهم جون كينيدي في عام 1963.

وتابعت CNN أن «تعرض ترمب للهجوم ينهي فترة استمرت 40 عامًا افترض فيها الكثيرون أن خبرة جهاز الخدمة السرية قللت بشكل كبير من احتمالية وقوع مثل هذه الفظائع، وستلقي بظلالها على المكانة التي ستستمر لسنوات».

وأثار استهداف ترمب خلال الحملة الرئاسية مقارنات مع اغتيال المرشح الديمقراطي روبرت كينيدي في عام 1968، والذي كان عامًا دمويًا، حيث شهد أيضًا مقتل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ والعنف في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، والذي سيستضيف نفس الحدث هذا العام.

لكن العنف السياسي لم يتوقف منذ ذلك الحين، ففي عام 2011، أصيبت النائبة الديمقراطية آنذاك غابرييل جيفوردز بتلف في المخ بعد إطلاق النار عليها في رأسها في حدث قُتل فيه ستة أشخاص. وفي عام 2017، أطلق مسلح النار على تدريب بيسبول للكونغرس الجمهوري، فأطلق النار على زعيم الأغلبية في مجلس النواب آنذاك ستيف سكاليز وثلاثة آخرين.

أيضًا الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي من قبل أنصار ترمب نفسه في 6 يناير/كانون الثاني 2021.

كان جوزيف ماين، أحد أنصار ترمب، بين الحشود في التجمع الانتخابي عندما رأى الرئيس السابق يسقط على الأرض ولاحظ أن الرجل الذي قُتل قد أصيب في زاوية عينه، وقال لشبكة «CNN» إن «الهجوم كان أحد أعراض بلد يستهلكه الغضب السياسي».

وأكدت الشبكة الأميركية أنه نظرًا للحالة الاستقطابية الشديدة التي تعيشها الساحة السياسية في الولايات المتحدة، فإن الصدمة الأولية لمحاولة الاغتيال سوف تتسبب حتمًا في عواقب سياسية خطيرة.

وتابعت: «كان ترمب يُنظَر إليه بالفعل باعتباره بطلًا لا يُقهَر من قِبَل أنصاره، وكانوا يعاملونه باحترام خارق للطبيعة في مسيراته. والآن سوف تترسخ صورته كمقاتل يتعرض للهجوم باستمرار من قِبَل أعدائه بشكل أعمق. ففي لحظة من ضبط النفس بعد تعرضه للضرب، حرص الرئيس السابق على خلق لحظة تحدٍ أيقونية عندما رفع قبضته وصاح (قاتل، قاتل) لحشده ــ وهو ينظر مباشرة إلى مجموعة كاميرات التلفزيون على منصة».

وقد تكون هناك أيضًا تداعيات غير متوقعة لحملة انتخابية كان ترمب يتقدم فيها على بايدن – حتى قبل أن تتدهور حملة الرئيس بشكل حاد بسبب أدائه الكارثي في ​​المناظرة. وستكون الأجواء المحيطة بالمؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي هذا الأسبوع أكثر كثافة.