يبدأ الجوع عادة بعد ساعتين من تناول آخر وجبة؛ لأن الجسم يحتاج إلى الطعام للحصول على طاقة. فمن الطبيعي أن تشعري بالجوع إذا لم تأكلي لبضع ساعات، ولكن قد يشير الجوع المستمر حتى بعد تناول الوجبة إلى أسباب صحية أو نفسية أخرى،
الأسباب المؤدية إلى الشعور بالجوع وبالدوخة
- فرط نشاط الغدة الدرقية: عند الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، يفرز الجسم مستويات أعلى هرمون الغدة الدرقية الذي يتحكّم في سرعة الأيض، مما يؤثر على الوزن، ويؤدي إلى رغبتكِ المستمرة بتناول الطعام.
- أسباب نفسية: قد يكون التوتر أو الإجهاد سبباً للجوع المستمر بعد الأكل، لأنه قد يسبّب بعض الاختلالات الهرمونية التي تنعكس على نمط الأكل. وغالباً ما تشعرين لدى التوتر بالرغبة في تناول الأطعمة الدهنية والسكريات؛ حيث تفرز الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول عند الشعور بالقلق أو التوتر، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام.
- قد يكون الملل أو الحزن أيضاً من أسباب الجوع المستمر؛ حيث يحفّز تناول الطعام إفراز هرمون السعادة (السيروتونين) مما يجعلكِ تلجئين إلى الطعام عند الشعور بالحزن أو الانفعال.
- أسباب تتعلق بالنظام الغذائي: يساعد تناول البروتين بشكل كافٍ في تغذية الجسم ومنحه الطاقة والشعور بالشبع، وذلك بخلاف الكربوهيدرات التي تسبّب ارتفاع السكر مؤقتاً ثم هبوطه، مما قد يكون سبب الجوع المستمر بعد الأكل. وبالتالي فإنه عندما يتم الجمع بين البروتين والكربوهيدرات في الوجبة، فإن البروتين يبطئ من معدّل ارتفاع الجلوكوز، ويجعله يرتفع تدريجياً ثم ينخفض تدريجياً، وبالتالي يطيل مدة الشعور بالشبع. لذلك ينبغي تجنّب تناول الكثير من الكربوهيدرات المكرّرة على وجه التحديد مثل الدقيق الأبيض، الأرز الأبيض والمخبوزات لأنها تزيد من الرغبة في تناول المزيد من الطعام.
- يمكن أن يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية مثل السلمون، التونة، السردين، الجوز وبذور الكتان في تقليل الشهية والشعور بالشبع. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، العدس، الفول والشوفان في إفراز هرمونات تقلل الشهية. هذا ويحفّز تمدّد الألياف في المعدة في تأمين الشبع بسرعة.
- الجفاف: قد يؤدي الشعور بالعطش إلى توهّم الشعور بالجوع أيضاً، حيث قد يكون الجفاف من أسباب الجوع المستمر والدوخة. ويساعد شرب الماء بانتظام على مدار اليوم في الحفاظ على رطوبة الجسم والوقاية من الجوع؛ حيث يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً.
- قلة النوم: يمكن أن تؤثر قلة النوم أو جودة النوم السيئة على إفراز هرمون اللبتين الذي يتحكّم في الجوع. وقد تميلين في حال كنتِ تعانين من قلة النوم إلى الإفراط في تناول الأطعمة عالية الدهون والسعرات الحرارية؛ حيث تكون لديكِ شهية أكبر وتجدين صعوبة في الشعور بالشبع.
- بعض الأدوية: يمكن أن يكون تناول بعض الأدوية من أسباب الجوع المستمر والرغبة في تناول الطعام أكثر من المعتاد.
- الرياضة القاسية: يمكن أن تكون ممارسة الرياضة القاسية جداً من أسباب الجوع المستمر بطريقتين: الأولى تؤدي الرياضة إلى حرق الجسم للسعرات الحرارية للحصول على الطاقة، مما يسبّب زيادة الأيض، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالجوع لدى البعض. أما الطريقة الثانية فقد تؤدي ممارسة التمارين الرياضية القاسية إلى الشعور بالجوع في محاولة من الجسم لتعويض الطاقة التي تمّ استهلاكها. ومع ذلك يمكن أن يخفّ هذا الأمر أو ينتهي بعد التمرين المتكرّر والمنتظم؛ لأنَّ الجسم يعيد ضبط إشارات الجوع في النهاية.
المزيد من أسباب الجوع المستمر والدوخة
- الإجهاد الزائد أثناء السفر أو الطيران، يرفع هرمون الإجهاد وهو هرمون الكورتيزول، وهذا الهرمون يقنع جسمكِ بضرورة تناول الطعام، حيث إن الكورتيزول يجعلكِ تميلين إلى تناول السكريات والأطعمة الغنية بالدهون.
- إن تناول الطعام بكثرة أثناء الإجهاد لا يقلل من المشاعر السلبية أو القلق، بل يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام، ويؤدي إلى زيادة الوزن والمزيد من الأمراض والمشاكل الصحية.
- الإجهاد الزائد يزيد الجوع؛ لأن الاستجابة النفسية الفسيولوجية للضغط قد تؤثر على سلوك الأكل، ومع مرور الوقت يمكن أن تؤثر هذه التعديلات على كل من الوزن والصحة. تشمل الأعراض الأخرى المتعلقة بالإجهاد: الغضب، التعب، الصداع، مشاكل في النوم واضطراب في المعدة وغيرها الكثير. لذلك ولمكافحة الإجهاد عليكِ ممارسة التمارين الرياضية والتأمّل، مما يساعد في التحكّم في مستوى الإجهاد.
- أمراض الغدة الدرقية: يرتبط الجوع المفرط أيضاً بفرط نشاط الغدة الدرقية، وهو مرض شائع يؤثر على الغدة الدرقية، وإذا كانت هرمونات الغدة الدرقية زائدة، فهذا يعني فرط نشاط الغدة الدرقية.
- مشاكل الغدة الدرقية تسبّب الجوع الزائد: عندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية مرتفعة جداً، فإن وظائف الجسم الحيوية تسرّع وتحرق الطاقة بشكل أسرع من الطبيعي، كما أن جسمكِ يسرّع الأيض، مما يزيد الجوع نتيجة لذلك. عندما تعانين من فرط نشاط الغدة الدرقية، فإنكِ لن تكتسبي الوزن حتى بعد تناول الطعام بكثرة، وبدلاً من ذلك، فإنك تفقدين الوزن بسرعة بسبب حرق السعرات الحرارية بمعدل أسرع بكثير.
- انخفاض السكر في الدم أو نقص السكر في الدم، يعني أن الجلوكوز في الجسم قد انخفض إلى مستوى منخفض جداً، وانخفاض نسبة السكر في الدم يمكن أن تجعلكِ تشعرين بالجوع. فالدماغ يحتاج إلى طاقة من أجل العمل، والجلوكوز يدخل إلى الدماغ كوقود، حيث إنه عندما ينخفض السكر في مجرى الدم، سوف تفقدين قدراتكِ العقلية، ويبدأ الدماغ بعد ذلك بإعطاء إشارات بأن جسمكِ يحتاج إلى وقود، وبالتالي تبدئين بالشعور بالجوع.
ما هو علاج الإحساس الدائم بالجوع والدوخة؟
إضافة إلى العلاجات التي يجب أن يصفها طبيب متخصّص، هناك بعض الإرشادات والخطوات التي ينصح باتباعها، وهي:
- تناول الوجبات الأساسية الـ 3 وعدم إغفال أي منها، إضافة إلى وجوب تناولها في وقت محدّد، تجنّباً للشعور بالجوع والتهام كميات أكبر من الأطعمة.
- الإكثار من تناول المياه يمنح شعوراً بالامتلاء، فالماء يساعد على تمدد المعدة ويرسل تنبيهات إلى الدماغ بعدم الشعور بالجوع، ما يؤدي إلى ضبط الشهية والتخفيف من كمية الطعام المتناولة.
- تناول وجبات خفيفة تحتوي على أطعمة صحية، كالخضروات والفواكه.
- احتساء كوب من القهوة، فهذه الأخيرة تطلق في القناة الهضمية مادة تعمل على كبح الشهية، ولكن يفضل أن تكون منزوعة الكافيين. الشاي الأخضر، أيضاً من المشروبات التي تساعد على تنظيم الرغبة في تناول الطعام.
- تناول الأطعمة الصلبة بدلاً من السائلة، فالأولى تتطلّب وقتاً لمضغها، ما يمنح إحساساً بالشبع لمدة أطول.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، البروتين، دهون أوميغا 3، والشوكولاتة الداكنة؛ فالحمض الدهني الموجود في هذه الأخيرة يساعد على إبطاء عملية الهضم، وبالتالي الشعور بالامتلاء لفترة أطول.
- تناول الطعام بأطباق صغيرة، ما يساعد على استهلاك كميات أقل من الطعام.