تلتزم مستشفيات أجيبادم التركية بضمان حصول كل مريض مصاب بالسرطان على أفضل رعاية ممكنة. بغض النظر عن العلاجات والتكنولوجيا الطبية التي يحتاجها المريض، فإن مراكزنا مجهزة بالمعدات المتخصصة لتوفير أفضل حلول العلاج للمرضى.
تكنولوجيا الجامانايف هي أداة للجراحة الإشعاعية غير الجراحية المصمّمة لعلاج أورام وبعض أمراض الدماغ. فهي توفر إشعاعًا عالي التركيز موجهًا إلى الورم بدقة دون إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة التي تحيط به. يتيح العلاج باستخدام تكنولوجيا الجامانايف إمكانية التعامل مع بعض أورام المخ الخطيرة وغير القابلة للجراحة. يسهُل علاج بعض أورام المخ مثل الأورام الشحمية الدهليزية، والأورام السحائية، والانبثاثات الدماغية بدون جراحة. يتوفّر مستشفى أجيبادم بإسطنبول على أحدث جهاز يسمى أيقونة الجامانايف.
يوجد عدد محدود من المراكز التي توفّر علاج أورام الدماغ بإستخدام جهاز الجامانايف في العالم. ونتيجة لذلك، يسافر العديد من المرضى إلى خارج أوطانهم لتلقي العلاج. من ضمن هؤلاء المرضى نذكر يوسف، لبناني الأصل، يبلغ من العمر 40 سنة، وهو أب لثلاثة أطفال. يقول يوسف: "عانيت من تنميل في وجهي ورقبتي لمدة شهر تقريبًا. افترضت أنها مشكلة في الأسنان. استيقظت في صباح أحد الأيام ولاحظت أنني أعاني من طنين عالٍ في الأذن، والذي لم يختفي لعدة أيام. قامت زوجتي بأخذ موعد لي مع جراح أعصاب في بيروت، بعد المعاينة الطبية، طلب منّي إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي. وجاءت النتائج بعد يومين تكشف عن إصابتي بورم في دماغي". يضيف يوسف: "بعد يومين من ذلك أصبح الخدر أكثر انتشارا، كان علية أن أتصرّف بسرعة".
يسمى الورم الذي أصاب يوسف بالورم الشفاني الدهليزي أو ورم العصب الصوتي وهو ورم غير سرطاني. إلا أنه يؤثر بشكل سيئ على التوازن وأعصاب السمع التي تمتد من الأذن الداخلية إلى الدماغ. وأوضح جراح الأعصاب الذي إستشارة يوسف في لبنان خيارات العلاج المتوفرة. كان الورم مُتّصلاً بجزء مهم من الدماغ، وكان على مقربة من قوقعة الأذن، وهذا يعني أن الجراحة المفتوحة للدماغ من أجل إزالة الورم تُعرّض يوسف لخطر ضعف السمع وشلل الوجه. كان الخيار الآخر هو الخضوع للجراحة الإشعاعية بواسطة جهاز الجامانايف، وهو إجراء طفيف التوغل يقتل الخلايا السرطانية بإشعاع مستهدف عالي التركيز. أوصى جراح الأعصاب يوسف باختيار هذا العلاج لكن هذه التكنولوجيا لم تكن متوفرة في لبنان. بحث يوسف إلى أن وجد مستشفى أجيبادم في إسطنبول تركيا حيث يوجد أحدث نوع من أجهزة الجامانايف. إنّ مجموعة أجيبادم هي مجموعة المستشفيات الرائدة في تركيا وتتمتع بسُمعة طيبة، وتحديداً في مجال جراحة الأعصاب والدماغ.
يقول يوسف: "تعمل أخت زوجي في مجال السياحة في تركيا. اتصلت بها وسألتها عن مستشفى أجيبادم فأشارت إلى أن العديد من المرضى يزورون تركيا لتلقي خدمات الرعاية الصحية عن طريق الوكالة السياحية التي تعمل بها وأغلبهم يتوجّهون لمستشفيات مجموعة أجيبادم. ألقيت نظرة على الموقع الإلكتروني لمستشفيات أجيبادم وقرأت بعض المعلومات عن العلاج بالجامانايف، بعدها اتخذت قراري وقررت الذهاب إلى إسطنبول". إستقبل البروفيسور كوراي أوزدومان أخصّائي جراحة الدماغ والأعصاب، و رئيس وحدة الجامانايف بمستشفى أجيبادم يوسف وأسرته. إستمع البروفيسور كوراي أوزدومان إلى قصته وتفاصيل الأعراض التي يشكو منها، وقام بفحصه ثمّ إطلع على نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي. ثم أمر البروفيسور مساعديه بإجراء فحص للدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي 3 تسلا للكشف عن كل التفاصيل المحيطة بالورم.
بعد حصوله على النتائج، وضع البروفيسور خطة العلاج التي تتضمّن عدد حصص الإشعاع على جهاز الجامانايف. وبعد يوم من ذلك، عاد يوسف إلى المستشفى حيث تلقّى جرعة عالية من الجراحة الإشعاعية في جلسة واحدة باستخدام جهاز الجامانايف. "لقد فهمت كل شيء وكنت مرتاحًا للخطة التي شرحها لي البروفيسور كوراي. شعرت بأنني أكثر من مجرد مريض عادي يخضع للعلاج، كان يُكلّمني وكأنني عضو من فريق يسعى كل أفراده لعلاجي ولتلبية احتياجاتي الفردية". ويضيف يوسف: "لقد كنت متوترًا للغاية قبل مقابلة البروفيسور لأنني كنت مصابًا بورم في الدماغ وكنت بعيدًا عن منزلي. لكنني شعرت بالارتياح عندما التقيت به وبفريقه الطبي والموظفين الآخرين الذين جعلوني أشعر بالراحة والأمان".
بعد الخضوع للجراحة الإشعاعية عبر جهاز الجامانايف يحصل المريض على نتائج تدريجية. بمعنى آخر، لا يختفي الورم مباشرة بعد العلاج. فالهدف من الجراحة الإشعاعية هو إتلاف المادة الوراثية المتواجدة في خلايا الورم وتجميد العروق الدموية التي تُغذيه، وبالتالي مع مرور الوقت، تفقد الخلايا قدرتها على التكاثر، ويتقلص الورم تدريجياً. قد تدوم هذه المرحلة فترة تتراوح بين 12 و 18 شهرا. الهدف الرئيسي من العلاج بالجامانايف هو تقليل أعراض الورم ومنع نموه وقطع تغذيته إلى أن يندثر.
بعد مرور أكثر من سنة على علاجه، أجرى يوسف مكالمة عبر الإنترنت مع البروفيسور كوراي أوزدومان للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، كانت كل الأعراض قد إختفت تماما. وبعد مرور شهر تقريبًا بعد المكالمة، زار يوسف مستشفى أجيبادم للمرة الثانية لإجراء كشف روتيني عبر التصوير بالرنين المغناطيسي. أظهرت الصور أن حجم الورم قد نقص إلى حد كبير.
يعد مستشفى أجيبادم أحد المراكز القليلة في العالم التي تستخدم تكنولوجيا أيقونة الجامانايف في علاج أورام الدماغ والرقبة.