تخيل القمر كعكة عملاقة ذات طبقات، حيث تكون "النواة"، وهي الطبقة الأعمق، مركز الشوكولاتة الكثيف، أما عباءة القمر "الوشاح"، فهي الطبقات الوسطى، وتتكون من معادن، وتشبه الطبقات ذات النكهة المختلفة، وأخيرا، الطبقة الخارجية، وهي القشرة التي تشبه
وكما يمكن أن تحتوي الكعكة على عناصر مخبأة بطبقاتها الوسطى مثل الفاكهة، كان العلماء يتساءلون لسنوات عما إذا كان هناك مكون محدد وهو (العقيق)، مخبأ في أعماق الطبقات الوسطى من الوشاح، ولأنه لا يمكنهم فتح طبقات القمر للتحقق، اعتمدوا على طريق غير مباشر، مثل قياس كيفية انتقال الموجات الصوتية.
وكما يقوم الطهاة بخبز الكعكة متضمنة حشو الفاكهة، قرر الباحثون بجامعة إهيمي اليابانية، في الدراسة المنشورة بدورية "إيرث آند بلانتري لترز" ، إنشاء عينات صخرية تحاكي القمر مع وضع الحشو الخاص بهم وهو (العقيق) بالطبقات الوسطى (الوشاح).
وأخذ الباحثون هذه الصخور إلى منشأة (سبرينج8) عالية التقنية في محافظة هيوغو باليابان، حيث يمكنهم محاكاة الظروف القاسية داخل القمر (الضغط العالي ودرجة الحرارة)، ثم يقومون بقياس مدى سرعة انتقال الموجات الصوتية
و(سبرينج 8)، هي منشأة إشعاع "سنكروترون" واسعة النطاق، وهذا الإشعاع هو نوع من الأشعة السينية شديدة السطوع التي يتم إنتاجها عندما تضطر الإلكترونات عالية السرعة إلى السفر في مسار منحني بواسطة مجال مغناطيسي، ويتيح هذا المصدر القوي للأشعة السينية للعلماء فحص المواد على المستويين الذري والجزيئي بدقة عالية جدا.
ووجد الباحثون باستخدامه أن الموجات الصوتية تنتقل عبر الصخرة الصغيرة المحشوة بـ (العقيق) بسرعات تتطابق مع البيانات الواردة من القمر الحقيقي، ويشير هذا إلى أن الطبقات الوسطى للقمر الحقيقي (الوشاح) من المحتمل أن تحتوي على حشو (العقيق) أيضا.
وخلص الباحثون إلى أن عباءة القمر ربما تحتوي على العقيق، مثلما هو الحال مع اكتشاف حشوة الفاكهة المخفية في الكعكة، وهذا يساعدهم على فهم بنية القمر وتاريخه بشكل أفضل، مثل كيفية تشكله ومما يتكون.