هل يمكن الولادة الطبيعية بعد القيصرية؟

الولادة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تُعَدُّ الولادة القيصرية هي الطريقة الثانية للولادة، ويتم اللجوء إليها في حالات خاصة، ولكن في حال حدوثها تتساءل بعض النساء: هل يمكن أن تلد بالطريقة الطبيعية بعد الولادة القيصرية؟ وهل هناك مخاطر يمكن أن تحدث في حال الولادة الطبيعية بوصفها حالة ولادة ثانية؟ وكيف يمكن تجاوز تلك المخاطر وتقليل حدوثها خصوصاً أن منظمة الصحة العالمية هي أولى المنظمات الصحية العالمية التي تحث وتشجع على الولادة الطبيعية؟

متى يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية؟

تُعرف الولادة القيصرية بأنها حالة خروج المولود والمشيمة من شق عرضي في قاع البطن، وتتم الولادة القيصرية في حالات وظروف معينة، وتكون خياراً ثانياً بعد الولادة الطبيعية مثل عندما يكون حجم المولود كبيراً، وعند الحمل بتوائم.
إن كانت المرأة قد مرت بحالة ولادة قيصرية سابقة؛ فيفضل بعض الأطباء اتخاذ قرار العملية القيصرية للمرة الثانية، وإن كان الشكل الذي يتخذه الجنين غير سليم مثل المجيء بالمقعدة يكون مثلاً هو السبب الذي يؤدي لخيار القيصرية للمرة الثانية، وفي حالة حمل الأم في سن متقدمة "بعد الخامسة والثلاثين"، وفي حال معاناة الأم الحامل من السمنة؛ فيتم اتخاذ قرار العملية القيصرية، إضافة لسبب مهم، وهو وجود ضيق في الحوض عند الحامل، وفي هذه الحالة يكون السبب خَلْقِياً، ويتم اتخاذ قرار الولادة القيصرية في كل حالات الولادة وليس مرة واحدة فقط؛ لأن عدم نزول الجنين إلى الحوض يعني أن يشكل استمرار الحمل خطراً عليه لعدم حدوث الطلق من الأساس.

دراسات حول الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية

أكدت الدراسات العلمية الحديثة التي يقوم بها العلماء حول العالم أن 2% من النساء ولدن طبيعياً بعدما ولدن قيصرياً، وأنهن تعرضن لمضاعفات خطيرة كتمزق الرحم أو النزيف أو العدوى في حال اتخاذ قرار الولادة الطبيعية بعد القيصرية، وكما أن هناك دراسة أُجريت في أسكتلندا على 74 ألف امرأة قد أكدت أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية تمثل مخاطر على الأم والجنين في الوقت نفسه؛ حيث إن الولادة القيصرية الثانية تسبب حدوث مخاطر أقل من تلك التي تحدث بسبب الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، كما أن الولادة الطبيعية التي يتم اتخاذ قرارها من قبل الأم الحامل غالباً بسبب متاعب التخدير مثلاً في العملية القيصرية قد تؤدي إلى أن تتأثر الأنسجة التي أضعفتها عملية قيصرية سابقة، وذلك لأن الأعضاء المحيطة قد تكون عالقة بالرحم كالمثانة؛ ما يعرض الأم لمخاطر هي في غنى عنها، والمرأة التي تلد للمرة الثانية بعد القيصرية تعاني من صعوبة توسع الرحم، وذلك قد يؤدي لمشكلات صحية عند الأم مثل تباطؤ ضربات قلبها بسبب التعب والإجهاد وبذل الطاقة اللازمة لاستمرار عملية الطلق، كما أشارت تلك الدراسة إلى أن 8% من الأجنة عانوا من مشكلات صحية عند الولادة الطبيعية بعد القيصرية مقارنة مع 6% من أولئك الذين وُلدوا بعملية قيصرية، كما أن نسبة التعرض لخطر التصاق المشيمة بالرحم في الحمل الثاني بعد الولادة القيصرية يكون قائماً، ولذلك يتعرض المولود للخطر.

طرق نجاح الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية

تحث منظمة الصحة العالمية النساء الحوامل على الولادة الطبيعية، وتؤكد أن اللجوء للولادة القيصرية يكون في حالات معينة، وقد أكدت أن الولادة الطبيعية صحية وآمنة للأم والجنين؛ ولذلك فمن الممكن أن تنجح الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية التي يُطلق عليها علمياً مصطلح "vbac" على الرغم من أنه يمكن أن تُصاب الأم الحامل خلال الولادة الطبيعية للمرة الثانية بما يُعرف بتمزق الرحم، وهي عملية فتح الجرح السابق بشكل جزئي أو كلي، وهذه الحالة ليست خطيرة كما يُخيل للأمهات الحوامل، بل تحتاج إلى تدخل جراحي سريع؛ حيث إن نحو 70% من حالات الولادة الثانية الطبيعية تكون ناجحة، أما نسبة النساء اللواتي يتعرضن للخطر، التي تصل إلى 30%؛ فيمكن تجاوزها من دون خطر على الجنين أو الأم، ويمكن تجاوز هذه المخاطر من خلال المتابعة مع الطبيب في تاريخها الطبي، لكي يتعرف إلى الظروف التي أدت للولادة القيصرية السابقة، ويجب أن تحرص على ممارسة الرياضة لتحصل على المرونة العضلية التي تعمل على تهيئة جسمها للولادة الطبيعية، كما يجب على الحامل التي تفكر بالولادة الطبيعية بعد القيصرية أن تكون على تواصل مع مستشفى أو مركز توليد مجهز للتعامل مع العمليات القيصرية الطارئة، كما يجب عليها أن تتابع ظهور أي عامل من عوامل الخطر الذي يشير إلى أن الحمل يسير نحو اتجاه خطر مثل ظهور أعراض تسمم الحمل مثلاً، وذلك من خلال الفحوص المستمرة التي تُقدم للحامل في مراكز رعاية الأمومة والطفولة، ومن الضروري أيضاً عدم إطالة فترة الطلق للمرأة التي ستلد بطريقة طبيعية بعد الولادة القيصرية.