كشف موقع NBCNEWS الأميركي عن شعور متنامي لدى الرئيس الأميركي جو بايدن بالغضب والغدر والخيانة بسبب تردد كبار القادة الديمقراطيين في دعمه لاستمرار ترشحه في الانتخابات الأميركية.
أكبر أزمة سياسية
وقال مصدران للموقع الأميركي إن بايدن يواجه أكبر أزمة في حياته السياسية.
وجاء التعليق العلني الوحيد للرئيس السابق باراك أوباما في اليوم التالي لمناظرة بايدن الكارثية الشهر الماضي، عندما غرد قائلاً: «تحدث أحياناً مناظرات سيئة»، وتحدث عن فضائل نائبه السابق.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أبلغ حلفاءه من الديمقراطيين، بأن فرص الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع عقدها في نوفمبر القادم، تقلصت بشكل كبير، وفقا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
خلف الكواليس، انخرط أوباما بعمق في محادثات حول مستقبل حملة بايدن، حيث تلقى مكالمات من العديد من الديمقراطيين القلقين، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وشارك وجهات نظره حول التحديات التي يواجهها الرئيس، وفقًا لأشخاص مطلعين على المكالمات، والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات الخاصة.
وأمضى الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وكذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، أسابيع في الاستماع إلى مخاوف أعضائهم ونقلها إلى بايدن وحملته.
وقال الثلاثة إنهم يدعمون أي قرار يتخذه بايدن، ولكن حتى خلف الأبواب المغلقة، لم يطلبوا من الديمقراطيين في الكونغرس الوقوف خلف بايدن أو تقديم أي توجيهات بشأن ما يجب عليهم فعله.
وكانت ردودهم ملحوظة وكان لها صدى في جميع أنحاء الحزب. وعادة، أظهر قادة الكونغرس ولاءً لا يتزعزع لبايدن في اللحظات الصعبة. ويتمتع بايدن بتاريخ طويل مع بيلوسي وشومر، حيث عمل معهم بشكل وثيق خلال فترة وجوده في الكونغرس وفي إدارتين لتمرير تشريعات ضخمة.
ذكرت شبكة إيه.بي.سي نيوز يوم الأربعاء أن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر أبلغ الرئيس جو بايدن في اجتماع يوم السبت الماضي بأنه سيكون من الأفضل للبلاد والحزب الديمقراطي إذا انسحب من السباق الرئاسي.
بايدن يشعر بالغضب
وقالت المصادر إن بايدن يشعر بالغضب من الطريقة التي حاول بها الحزب إبعاده.
ويتجمع الديمقراطيون حول فكرة أن الأمر لا يتعلق بما إذا كان جو بايدن سيتنحى عن منصبه كمرشح لهم، ولكن متى، وفقًا لمصادر متعددة شاركتهم نفس المشاعر.
وقال أحد الأعضاء الديمقراطيين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: «نحن نستعد». وأضاف: «الكثيرون في الحزب بدأ صبرهم ينفد تجاه الفراغ ويأملون في انتهاء القتال داخل الحزب». ويخشى البعض أن يؤدي الشجار إلى إغراق رسالتهم ضد ترامب.
وقال مسؤول ديمقراطي: «كان لا بد من التعامل مع هذا الأمر بدقة شديدة، وأعتقد أن بيلوسي قامت بعمل تكتيكي بارع، عندما أوضحت من خلال عدم إجاباتها حول دعم بايدن إلى أين يتجه دعمها». وقال أحد المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب إن بيلوسي «تتمتع بالقوة داخل الحزب».
وأخبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي الرئيس جو بايدن بأن استطلاعات الرأي تظهر أنه لا يستطيع هزيمة دونالد ترمب، وأن الرئيس قد يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس النواب، حسبما ذكرت شبكة «سي.إن.إن» نقلًا عن أربعة مصادر مطلعة.
واختار بعض الديمقراطيين إبقاء موقفهم غامضًا في بيان يطلب من بايدن الانسحاب لأنهم لا يعتقدون أن ذلك سيحدث فرقًا. ويرى آخرون أنه غير ضروري في هذه المرحلة.
وقال أحد المصادر إنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يكون يوم الاثنين يومًا كبيرًا من حيث رؤية رد فعل أكبر من المشرعين، مضيفًا أنه قد ينتشر على مدار الأسبوع اعتمادًا على موقف الرئيس.
انتقادات واسعة
وانتقد أعضاء آخرون، مثل النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، قائلين في منشور على موقع X إن عدم تأكيد أو نفي التسريبات حول محادثات القيادة مع الرئيس هو افتقار إلى القيادة ويشوه صورة الديمقراطيين. وأضافت أن «مهما كانت نتيجة هذه الفوضى لن تزيل الضرر الذي وقع بالفعل».
قال السيناتور بيتر ويلش، الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، وهو أول عضو في مجلس الشيوخ يدعو إلى خروج بايدن من السباق، إن هذا التحرك «كان في قمة اهتمامات جميع الديمقراطيين الذين تحدث إليهم، وأنه يعتقد أن هناك تحركًا كبيرًا نحو اتخاذ الرئيس قرارًا بالتنحي».
أما بالنسبة إلى متى كل ذلك، فقد قال أحد المشرعين الديمقراطيين، الذي يريد أن يخرج بايدن من السباق، مازحًا إنه يجب أن يفعل ذلك الليلة «في الساعة 9:08 مساءً»، مضيفًا: «لن يحدث ذلك. لكن يجب عليهم أن ينتهوا من الأمر».
قال السيناتور كريس كونز، ديمقراطي من ولاية ديلاوير، وهو حليف مقرب لبايدن ويشغل مقعده القديم في مجلس الشيوخ، إن الرئيس يستحق المساحة التي يحتاجها للاستماع إلى الشركاء والقادة الموثوق بهم. وأضاف: «انظر، أعتقد أنه يزن بجدية آراء أولئك الذين يثق بهم ويعجب بهم، وأولئك الذين خدموا معه.
وقال كونز لشبكة سي إن إن: «بعد ذلك لن أخوض في التفاصيل». «أعتقد أنه يستحق الاحترام لأنه قادر على التفكير جيدًا».
وسلطت مجلة «بوليتيكو» الأميركية الضوء على الجدال الحاد الذي أثاره أداء الرئيس جو بايدن الكارثي في المناظرة الانتخابية مع المرشح المنافس دونالد ترمب بين مندوبي كاليفورنيا في مؤتمر ترشيح الحزب الديمقراطي ما كشف عن قلق عميق بين قادة الحزب في أكبر ولاية بالبلاد ونقص عميق في الثقة ببايدن كمرشح للانتخابات العامة.
الرئيس يمهد للانسحاب
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأول الأربعاء، أنه قد يعيد تقييم ترشحه للانتخابات إن واجه «حالة طبية» وفق مقتطفات من مقابلة أذيعت الأربعاء، بعد أن صار وضعه الصحي بالمرصاد عقب أدائه الكارثي في مناظرة أمام منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
وقال بايدن في مقابلة مع قناة «بي إي تي» التلفزيونية الموجهة للأميركيين من أصل إفريقي حين سئل عن إمكانية تفكيره بالانسحاب من السباق الرئاسي: «إذا ظهرت لدي حالة طبية، إذا جاء أحدهم أو الأطباء وقالوا: أنت تعاني من هذه المشكلة أو تلك المشكلة».
وأجرت وكالة «أسوشيتد برس – نورك» استطلاعًا للرأي أظهر أن نحو 65% من أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي يؤمنون أن على الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية ليتيح الفرصة لمرشح ديمقراطي مختلف.
الاستجابة للضغوط
وأكد موقع «أكسيوس» في تصريحات نقلها عن عدد من كبار الديمقراطيين أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن استسلم للضغوط المتزايدة عليه لعدم الترشح للدورة القادمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأوضح الموقع أمس الخميس أن الضغوط المتزايدة من زعماء الحزب الديمقراطي في الكونغرس والأصدقاء المقربين ستقنع الرئيس بايدن باتخاذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع.
وأشار الموقع إلى أن الرئيس الأميركي جوي بايدن -والذي يبلغ 81 عامًا ويعزل نفسه الآن بسبب إصابته بكوفيد-19- متمسك بموقفه علنًا. ولكن في الخفاء، استسلم للضغوط المتزايدة واستطلاعات الرأي السيئة ما يجعل من المستحيل مواصلة حملته.