بعد ساعات قليلة من محاولة اغتيال الاحتلال لفؤاد شكر، أحد كبار المسؤولين في حزب الله٬ في هجوم بطائرة بدون طيار في الضاحية الجنوبية ببيروت٬ مساء الثلاثاء أعلنت حركة حماس استشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في انفجار وسط العاصمة الإيرانية طهران فجر الأربعاء.
وفي الوقت الذي لم تتبن دولة الاحتلال بعد عملية اغتيال هنية بشكل رسمي٬ من الصعب تصديق أن عمليتي الاغتيال في بيروت وطهران خلال ساعات قليلة "مجرد صدفة" كما تقول صحيفة هآرتس العبرية٬ التي ترى أن الاغتيالات في إيران ولبنان ستقود الشرق الأوسط إلى "حريق إقليمي".
وتقول هآرتس إن إيران ستجد صعوبة الآن في احتواء عملية الاغتيال التي وقعت على أراضيها٬ مشيرة إلى أن الأضرار التي وقعت بعد عملية الاغتيال هذه ستقوض فرص تحقيق أي انفراجة في مفاوضات إنهاء الحرب وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
هآرتس: "إيران لن تحتوي اغتيال هنية"
تقول هآرتس إن إسماعيل هنية وفؤاد شكر هما أبرز شخصيتين في حماس وحزب الله يتم اغتيالهم منذ أن بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، والعمليتان اللتان تشيران إلى "مستوى عالٍ من التخطيط والمعلومات الاستخبارية الدقيقة والقدرة على التنفيذ، لا تستهدفان التنظيمات فقط، بل تستهدف من يدعمها٬ أي إيران".
وجاء هنية إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان اليمين الدستورية بعد فوزه بالانتخابات. والآن، سيكون لإيران أيضاً دور مركزي في اتخاذ القرارات المتعلقة بطبيعة الرد٬ على اغتيال هنية.
وتقول هآرتس إنه "ربما نواجه حلقة من التصعيد الإضافي في الحرب، إلى حد احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع. وسوف تجد إيران صعوبة في عدم الرد على عملية اغتيال وقعت على أراضيها". بعدما كان يُنظر إلى كل من إيران وحزب الله حتى الآن على أنهما يحاولان إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت عتبة الحرب الشاملة.
وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، بأن "إسرائيل مهدت الطريق باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد إسماعيل هنية، لمعاقبتها بقسوة"٬ حيث توعد المرشد إسرائيل، "برد قاسٍ"٬ وقال: "إنّ الثأر لدم الشهيد إسماعيل هنيّة، في هذه الحادثة المريرة والصعبة، التي وقعت في حرم الجمهورية الإسلامية، واجبٌ علينا".
كيف تستعد إسرائيل للرد على هجومي بيروت وطهران؟
تقول هآرتس٬ إن إسرائيل تستعد الان لاحتمال وقوع هجمات انتقامية بعد اغتيال هنية وكذلك فؤاد شكر٬ لكنها تأمل في "احتواء الصراع ومنع تصعيده إلى حرب شاملة في الشمال".
ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب الليلة الماضية، نظرا لاحتمال رد عسكري من حزب الله بعد الهجوم على فؤاد شكر، وتم ملاحظة حركة نشطة للطائرات المقاتلة في السماء، في حال حاول حزب الله إطلاق طائرات مسيرة هجومية رداً على ذلك.