بقلم: عميره هاس
أيتها الرائعة، البريد الإلكتروني هو البديل؛ لأنه من الصعب رؤيتك. لدينا الكثير من الإثارة. في الأسبوعين الأخيرين وضعونا مع المراقبين والإدارة المدنية والجرافات التي هدمت نحو 100 بيت غير قانوني للعرب في الغور والى الشرق من شارع ألون. وهذا فقط في 4 – 5 ايام.
هل تتخيلين ذلك؟ شعرتُ أخيرا أنني أفعل شيئاً من اجل الدولة والشعب. ذهبنا الى الكثير من الثقوب النائية والتي لم أكن أعرف أنها موجودة. وفي اماكن طبيعية قد أقوم بأخذك مرة لزيارتها، ينابيع ومغارات وصخور مختلفة موجودة منذ بداية الخلق. وديان واسعة وضيقة، تلال منخفضة ومرتفعة، هناك يمكن للانسان أن يكون شاعراً.
اهتز الجيب العسكري وقفز ونزل ونحن فيه على المقاعد الصلبة. في نهاية المطاف أعتقد أننا عملنا معروفا لهؤلاء العرب عندما هدمنا لهم الاكواخ والعرائش الخشبية والخيام البدائية المصنوعة من النايلون والشوادر، وعددا من المراحيض بين الصخور.
لا أفهم لماذا يعيشون بهذه الطريقة. صحيح أنه كان يصعب عليّ رؤية الخراف وهي تتوزع خائفة عندما ضربت الجرافة الحظائر والجدران. لكن ليقُل الرعاة شكراً لأننا لم نقتل القطيع. الهدم هو من اجل مصلحتهم فقط.
لأن هذه منطقة لاطلاق النار، صحيح أننا نتدرب هناك في فترات متباعدة وعلى مساحة صغيرة من المنطقة، لكن مع ذلك، الامر هو أمر، ويجب عليهم الانصياع له. ويجب ألا يتهمونا بعد ذلك اذا أصيبوا هم أو القطيع أو قتلوا بسبب اطلاق النار. قال لنا الضابط إن هؤلاء العرب يسكنون مناطق التدريب العسكري، ويجب طردهم. وإنه توجد لهم اماكن خاصة بهم تسمى مناطق «أ» ومناطق «ب».
أي القرى والمدن الخاصة بهم. فليذهبوا الى هناك. بأي حق يقتحمون دولتنا؟ إنهم مخادعون. إنهم يخططون بيقين لبناء بيوت بالقرب من الأراضي والمغارات والخيام. وقد قرأت في مكان ما أن مشكلة العرب في البلاد هي أنهم يرفضون السكن في مبان متعددة الطبقات. وضعنا الرجال في زاوية والنساء والاطفال في زاوية اخرى.
لم يكن الامر صعبا ولم يقاوموا. قامت ليتال بحراسة الاطفال والنساء وحرس ليرون الرجال. كان هناك من جادل وصرخ بالقرب من خيمته. ولم أفهم ما قال. عندها قمنا بتمزيق الشادر بالسكين وسكبنا المياه من الخزانات حتى يتعلم كيف يتصرف. الهدم لم يتم فقط في مناطق اطلاق النار. ففي عدة اماكن قاموا بالبناء دون ترخيص. وقحون. قال لنا الضباط إن تجاوزات البناء عندهم مثل الوباء، هناك اماكن هدمت فيها الخيام قبل اسبوع وأعادوا بناءها.
وهناك التي هدمت قبل عام أو عامين وأعادوا بناءها. ونحن نعود ونهدم. الجرافة تقوم بالهدم فيسقط الحديد ويتمزق الشادر. هذا يُذكرني بالبيوت التي كنت أبنيها في الروضة من المكعبات البلاستيكية الصغيرة حيث كنت بضربة واحدة أقوم بإسقاطها. في البداية أخرج العمال الاغراض الموجودة في الداخل: سخانات، فرشات، بطانيات، كراسي محطمة وتلفازا قديما. لم نطلب من العرب أن يخرجوا الاغراض بأنفسهم، حيث إن أحدهم قد يُخرج بندقية أو سكينا. أريد أن أعمل بعد الخدمة العسكرية في الادارة المدنية.
وهكذا سنقوم بهدم البيوت غير القانونية للعرب كل يوم. يقولون لي إن هذا العمل مخصص للمستوطنين، ولست على ثقة أن هذا صحيح. قالوا لنا إن الكثير من البيوت غير المرخصة هي بدعم من الاتحاد الاوروبي. يا لوقاحة الاوروبيين. الحمامات والحظائر والخيام وانابيب المياه هي بدعم منهم. لو لم نقطع خط المياه لكانت خمس عائلات اخرى لا تتصرف بشكل قانوني، استفادت منها. بضربة واحدة نهدم مدرسة، وكانت بتمويل اوروبي – كرفانين مسكينين وأرجوحة. في 2011 هدمنا هناك مدرسة بنيت من الاسمنت وبالقرب منها كان مسجد. لكنهم قالوا إنه لا يمكن هدمه لأنه مقدس. أو لأنه بُني قبل 150 سنة. لم أعد أذكر السبب.
عن «هآرتس» -