عندما يشعر أحد الأشخاص بالضيق أثناء العمل سواء لمروره بمشكلة ما أو لشعوره بالضغط الشديد يبحث عن مكان ليختفى عن الجميع ليعبر عما يشعر به من حزن وضيق فيلجأ إلى حمام العمل ليبكى فيه دون أن يراه أحد.
وانتشرت مؤخراً الكثير من "الكوميكس"، عن لجوء بعض الموظفين للبكاء في الحمام لشعورهم بالضغط أو لتعرضهم للتوبيخ من رؤسائهم، ولكن هل هذا حال جميع الموظفين بالمهن المختلفة؟
كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة Vision Direct أن أكثر من ثلث البريطانيين بكوا في العمل مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، حيث أشار 55% منهم إلى أن التوتر هو المحفز، وفقاً لما ذكره موقع صحيفة "مترو" البريطانية.
وفي استطلاع رأي شمل 2000 موظف، اعتبر 27% منهم أن الإرهاق النفسي هو السبب الذى دفعهم للبكاء أثناء العمل، بينما قال 15% منهم أن العمل في حد ذاته كان كافياً لجعلهم يبكون.
واتضح أن ثلث الموظفين يبكون أمام زملائهم من النساء مقارنة بـ34% من الرجال، كما أظهرت النتائج أن النساء أكثر عرضة للبكاء بسبب الإرهاق بثلاث مرات من الرجال.
وفي الوقت نفسه وجد أن الموظفين بمرحلة العشرينات من العمر هو الفئة العمرية الأكثر عرضة للبكاء فى مكان العمل، حيث اعترف 34% من المشاركين بذلك.
وأشار التقرير إلى أن السن والجنس ليسا من العوامل التي تدفع الموظفين للبكاء بل الوظائف نفسها التي تجعل الموظفين أكثر حزناً، لأن الإفراط في العمل أو التقليل من قيمتهم يؤثر عليهما سلباً.
واتضح أن العاملين بمجال التعليم هم الأكثر عرضة للانهيار، وأيضاً العاملين في قطاعات الرعاية الصحية والضيافة والبناء كانوا ضمن القائمة أيضًا، لشعورهم دائماً بالمسئولية التي تزيد من توترهم وبكائهم، وأظهرت البيانات أن 26% فقط من الناس لا يعتقدون أنه من المقبول البكاء في الأماكن العامة، وأن واحداً فقط من كل 10 أشخاص يحكم على الأشخاص الذين يبكون، بالسلب، ومن المهن التي تتسبب في بكاء وإرهاق الموظفين هي مجال التعليم والرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية والتمويل والتأمين والخدمات العامة وخدمات الفنادق والطعام والبناء.
وقالت المعالجة النفسية والمدربة، سونال ثاكرار، إن الصورة النمطية القديمة عن أن البكاء علامة على الضعف تتغير، وغالبًا ما يعتذر الناس عن البكاء، لكنني أعتقد أنه حان الوقت للتوقف عن الاعتذار عن التعبير عن مشاعرنا، مشيرة إلى أن البكاء هو استجابة بيولوجية نفسية اجتماعية طبيعية، وهو جزء من التجربة الإنسانية منذ الطفولة التي تشير إلى أننا في حالة من العبء العاطفي والألم، كما أن البكاء يساعد على الشعور بالراحة ويخفف الألم كما أشارت الأبحاث إلى أن البكاء يساعد على إفراز الدماغ للإندورفين والأوكسيتوسين.
وتتوافق نتائج الاستطلاع مع ما قالته المعالجة النفسية حيث اعترف ما يقرب من نصف المشاركين (44%) أنهم يشعرون بالهدوء بعد البكاء، وتقول نفس النسبة تقريبًا (42%) أنهم يشعرون بالارتياح.