أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الاثنين، استشهاد المعتقل عمر عبد العزيز فضل جنيد (26 عاما) من جباليا بتاريخ 17 حزيران/ يونيو الماضي، جرّاء تعرضه للتعذيب في معسكر (سديه تيمان).
ويأتي الإعلان عن استشهاد المعتقل جنيد، بعد عدة أيام من إبلاغ مؤسسة (هموكيد) عائلته بشكل رسمي أن الاحتلال أعطاها ردا حول مصيره، يفيد بأن عمر استُشهد في 17 حزيران/ يونيو، دون تفاصيل أخرى.
وبينت الهيئة والنادي في بيانهما، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل الشهيد عمر جنيد بتاريخ 24/12/2023، برفقة شقيقه ياسر الذي أُفرج عنه بعد أربعة أشهر من الاعتقال، وأكدت عائلته، أن نجلها لم يكن يعاني أي مشكلات صحية، وأنه كان يعمل في الزراعة، كما كان يتحضر لإتمام زواجه.
وذكرت الهيئة والنادي، أن المعتقل عمر جنيد، هو واحد من بين العشرات من معتقلي غزة الذين استُشهدوا في سجون الاحتلال ومعسكراته، وتحديدا معسكر (سديه تيمان)، جرّاء التعذيب الشديد، إضافة إلى المئات من جثامين الشهداء الذين اعترف الاحتلال باحتجازهم.
وأضافا أن الاحتلال ماضٍ في جرائمه بحق المعتقلين في سجونه، تلك الجرائم التي تشكل اليوم أحد أوجه حرب الإبادة، والتي تشكل كذلك امتدادا لتاريخ طويل من الجرائم الممنهجة التي مارسها الاحتلال على مدار عقود طويلة، إلا أن المتغير يتمثل في مستوى هذه الجرائم وكثافتها.
وتابعت الهيئة والنادي، أنه باستشهاد جنيد يرتفع عدد الشهداء من المعتقلين منذ عام 1967 إلى (258)، وهم الشهداء الذين تم الكشف عن هوياتهم والإعلان عن استشهادهم، من بينهم (21) شهيدا تم الإعلان عن هوياتهم منذ بدء حرب الإبادة بحق شعبنا في غزة.
وسبق أن أعلن نهاية الأسبوع المنصرم عن استشهاد المعتقل إسلام حسن السرساوي من غزة، الذي ارتقى في شهر نيسان/ إبريل الماضي، جرّاء التعذيب.
وأكدت الهيئة والنادي أن الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق أغلبية معتقلي غزة، ويواصل إخفاء العدد الحقيقي والإجمالي الكلي لأعدادهم، علماً أن إدارة سجون الاحتلال اعترفت مؤخراً بأن عدد من صنفهم الاحتلال بالمقاتلين غير الشرعيين من معتقلي غزة ويتبعون تحت إدارتها (1584)، وهذا العدد لا يشمل كل معتقلي غزة وتحديدا من يتبعون لإدارة جيش الاحتلال.
يشار إلى أن زيارات محدودة تمت مؤخرا لعدد من معتقلي غزة، الذين كشفوا عن جرائم مروّعة وصادمة، منها عمليات قتل وتعذيب واغتصاب، إلى جانب عمليات الإذلال وجريمة التجويع وجرائم أخرى يتعرضون لها على مدار الساعة.
يُذكر أن جملة من التحقيقات الصحفية الدولية كانت قد كشفت كذلك عن شهادات مروّعة وصادمة لمعتقلي غزة الذين احتُجزوا في معسكر (سديه تيمان) الذي يمثل اليوم الشاهد الأكبر على جرائم قتل المعتقلين وتعذيبهم، وإلى جانبه مجموعة من السجون المركزية التي شهدت جرائم لا يقل مستواها عن الجرائم في (سديه تيمان)، ومن أبرزها سجن (النقب).
وجددت هيئة الأسرى ونادي الأسير مطالبتهما بضرورة فتح تحقيق دولي محايد بشأن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي مورست بحق المعتقلين في سجون الاحتلال ومعسكراته، كوجه من أوجه الإبادة المستمرة بحق شعبنا في غزة، رغم الصورة القاتمة التي تلف المنظومة الحقوقية الدولية، وحالة العجز المرعبة التي سيطرت على صورتها، أمام الجرائم والفظائع التي مارسها الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة حتى اليوم، والتي تشكل في جوهرها مساسًا بالإنسانية جمعاء.
يُذكر أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال حتى بداية آب/ أغسطس بلغ نحو 9900، وهذا المعطى لا يشمل كل المعتقلين من غزة وتحديدا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.