أجرى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، ورئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، مباحثات في الأيام الأخيرة هي الأولى بينهما منذ عشر سنوات، وذلك في ظل تعاون محتمل ومفاجئ بين حزبي "ييش عتيد" و"شاس" حول مشروع قانون يستند إلى فتوى الحاخام السفاردي الأكبر لإسرائيل، عوفاديا يوسف، التي تحظر على اليهود اقتحام أو زيارة المسجد الأقصى.
ويتمثل التعاون المحتمل بتمرير بيان تصريحي يتبناه الكنيست وينص على منع اليهود من اقتحام باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بحسب ما كشفت القناة 12 الإسرائيلية، في تقرير أوردته في نشرتها المسائية، الثلاثاء.
يأتي هذا التعاون بين لبيد ودرعي بعد سنوات من القطيعة، في ظل التوترات المتزايدة بين إيتمار بن غفير والأحزاب الحريدية في الائتلاف، على خلفية اقتحامات وزير الأمن القومي الإسرائيلي الاستفزازية والمتكررة لباحات المسجد الأقصى، في خضمّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ عشرة أشهر على قطاع غزة، وفي ظل التحذيرات من تصعيد إقليمي.
وخلال المحادثات بين لبيد ودرعي تم الاتفاق على أن يدعم الأخير مشروع قانون يقدمه "ييش عتيد"، وسيطرح للتصويت بعد العطلة الصيفية للكنيست مع مطلع الدورة المقبلة للبرلمان، على أن يتوافق القانون في صياغته مع فتوى كانت قد صدرت عن الزعيم الروحي السابق لحركة "شاس"، الحاخام عوفاديا يوسف.
ولفتت القناة 12 إلى معارضة الأحزاب الحريدية الأيديولوجية لاقتحام الأقصى؛ وأشارت إلى أن اقتحام بن غفير اليوم للأقصى في ذكرى خراب الهيكل، وفق التقويم العبري، وهو يوم للصوم والحداد على تدمير هيكل سليمان أو الهيكل الأول، أثار استياء الأحزاب الحريدية إلى درجة أن رئيس حزب "ديغل هتوراه"، موشيه غفني، هدد بالانسحاب من الحكومة.
واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "ما حدث هذا الصباح في الحرم القدسي يشكّل استثناء للوضع القائم". وقال في بيان "إن سياسة إسرائيل في ما يتعلق بالحرم القدسي لم تتغيّر، هكذا كانت وهكذا ستظل"، ليرد عليه بن غفير بأن "سياسة وزير الأمن القومي هي السماح بحرية العبادة لليهود في كل مكان، بما في ذلك ‘جبل الهيكل‘ (الحرم القدسي)، وسيستمر اليهود في القيام بذلك في المستقبل".
واقتحم قرابة ثلاثة آلاف متطرف يتقدمهم بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث أدّوا صلوات تلمودية، الأمر الذي أثار ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية مندّدة؛ وأكّدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن "2958 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم"، فيما قالت إدارة استيطانية تنظم الاقتحامات للحرم القدسي، إن هذا العدد يشكل حصيلة قياسية بزيادة قدرها 36% مقارنة بالعام الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحافيين، مساء الثلاثاء، "تقف الولايات المتحدة بحزم الى جانب الحفاظ على الوضع التاريخي القائم مع احترام الأماكن المقدسة في القدس، وأي خطوة أحادية مهما كانت (...) ومن شأنها تقويض هذا الوضع، غير مقبولة".
وأضاف أن هذا الأمر "ليس غير مقبول فحسب، بل يؤثر على ما نعتبره مرحلة حيوية، في وقت نعمل على إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار". وندّد مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، باقتحام الأقصى، ووصفه بأنه "استفزاز غير مجدٍ"، مضيفا "نحن نعارض أي محاولة لتغيير الوضع الراهن المتعلق بالأماكن المقدسة".