عودة شلل الأطفال في غزة، تنذر بعودة أمراض سارية ومُعدية وأوبئة أخرى

ما الذي تعرفه عن تجربة غزة بالقضاء على شلل الأطفال، وكيف استفادت منها "إسرائيل"؟

images (2).jpeg
حجم الخط

وكالة خبر

 قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، أمس الثلاثاء، إن هناك العديد من التحديات التي تواجه حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.

وأضافت الوكالة الأممية، أنها تتوقع أن تصل الشحنة الأولى من لقاحات شلل الأطفال إلى غزة في الـ25 أو الـ26 من الشهر الجاري، وكانت منظمة الصحة العالمية أنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، حيث اكتُشف الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال الثاني، في مياه الصرف الصحي، في منطقتي دير البلح وسط قطاع غزة، وخان يونس جنوباً.

وأكدت وكالات تابعة للأمم المتحدة رصد فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، في ست عينات بيئية من أصل سبعة، جمعتها في 23 حزيران الماضي من منطقتي دير البلح وخانيونس.

قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال
مدير مركز المعلومات الصحية في قطاع غزة سابقاً الدكتور رياض عوّاد، يقول إن وزارة الصحة في غزة، أعلنت قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال، وذلك قُبيل تسجيل أول إصابة بفيروس شلل الاطفال لطفل (10 أعوام) في دير البلح.

كيف عاد الفايروس المسبب لمرض شلل الاطفال من النوع الثاني لغزة؟
ويعزو عوّاد السبب بعودة فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني إلى قطاع غزة، إلى الظروف الصحية والبيئية الكارثية، الناجمة عن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة للشهر الحادي عشر على التوالي.  

ويوضح أن كارثة النزوح المُستمر، وحشر سُكان القطاع في شريط ساحلي ضيق، لا تتعدى مساحته 11% من مساحة قطاع غزة، تسبب باكتظاظ شديد أدى إلى انعدام شروط الصحة العامة، إضافة إلى تعنت "إسرائيل" ورفضها شبه الدائم لإدخال مواد التنظيف، ومُستلزمات النظافة الشخصية على اختلاف أنواعها.

كل 600 نازح في القطاع يستخدمون دورة مياه واحدة
ويشير إلى أن كل 600 نازح في القطاع يستخدمون دورة مياه واحدة فقط، وعادة ما يستغرق الانتظار في طابور دورات المياه قرابة ساعتين، وهو ما دفع النازحين لا سيّما النساء والأطفال وكبار السن، لقضاء حاجاتهم داخل الخيام، مؤكداً أن مخاطر التبول والتبرز داخل الخيام، والتخلص من الفضلات بين الخيام أو في أحسن الأحوال في مناطق مُلاصقة لها، تُنذر بكارثة صحية وشيكة. 

أطفال غزة لم يحصلوا على أي تطعيمات منذ نحو 3 أشهر
من جانب آخر، تجدر الإشارة إلى أن الأطفال في قطاع غزة، لم يحصلوا على أي تطعيمات منذ نحو 3 أشهر، بسبب عدم توفر التطعيمات من جهة، وعدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل ثلاجات التعطيمات من جهة أخرى، ويُضاف إلى ذلك توقف عيادات الرعاية الأولية لصحة الأم والطفل عن العمل، بسبب استهداف المنظومة الصحية في القطاع.

و"تتصاعد الخشية من عودة أوبئة وأمراض سارية ومعدية أخرى، لا سيّما الكوليرا والحصبة"، يقول عوّاد، في ظل هشاشة الوضع الصحي العام لأطفال غزة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي.

ما هو شلل الأطفال من النوع الثاني؟ وما مخاطرُ تفشي الفايروس بين أطفال القطاع؟
ولكن ما هو شلل الأطفال من النوع الثاني؟ وما مخاطرُ تفشي الفايروس بين أطفال القطاع، في خضم الحرب الإسرائيلية المُدمرة على قطاع غزة، واستهداف المنظومة الصحية بالكامل؟

10 – 20% من الأطفال المُصابين بالمرض، قد تظهر عليهم علاماتُ شلل في أطرافهم
مدير مركز المعلومات الصحية في قطاع غزة سابقاً الدكتور رياض عوّاد، يقول في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني ينتقل عن طريق الفم، عند تناول لاطعمة والمشروبات الملوثة، ويوضح أن أعراض المرض الرئيسية تتمثل بالحمى وارتفاع درجات حرارة الجسم، مشيراً إلى أن 10 – 20% من الأطفال المُصابين بالمرض، قد تظهر عليهم علاماتُ شلل في أطرافهم، أو قد يتعرضون لخطر الموت، في الحالات المُتقدمة.

ويشدد على ضرورة الضغط على "إسرائيل" لوقف العدوان على غزة، لأن أي محاولات للقضاء على مخاطره أو الحد منها، ستكون مستحيلة في ظل استمرار العدوان.

كيف نجحت غزة بالقضاء على شلل الأطفال في العام 1982؟
وعن تجربة قطاع غزة الرائدة في القضاء على مرض شلل الاطفال، يوضح عوّاد أن النظام المعمول به في غزة حتى العام 1976 اعتمد على إعطاء الأطفال 4 جرعات عن طريق الفم OPV، وعقب جائحة شلل الأطفال في غزة في العام 1976 اتجهت وزارة الصحة لاستخدام التطعيم بالحُقنIPV  إلى جانب التطعيم الفموي "بشكل متزاوج".

ويُتابع: في العام 1978 تناقص مرض شلل الأطفال في غزة بشكل لافت، على النحو التالي 2.6 حالة لكل 100 ألف طفل، مُقارنة بـ18 حالة لكل 100 ألف طفل في العام 1976، هذا وسُجلت آخر 3 حالات بمرض شلل الأطفال في غزة في العامين 1981 و 1982.

"إسرائيل" استفادت من تجربة غزة بالقضاء على مرض شلل الأطفال
ويشير إلى أن "إسرائيل" استفادت من تجربة غزة بالقضاء على مرض شلل الأطفال، واتجهت للمزاوجة بين التطعيم الفموي والحقن العضلي، عقب جائحة شلل الأطفال في إسرائيل في العام 1988، وسُجلت حينذاك إصابة 18 طفلاً إسرائيلياً بفيروس شلل الاطفال.

ويقول في ختام حديثه إن الأطفال في فلسطين يتمتعون بتغطية عالية جداً من الأمراض المُعدية، وصلت حسب شهادة "اليونيسف" إلى 95%، وذلك باعتماد برنامج التطعيم المُوحد، إلّا أن العدوان الإسرائيلي على غزة، فتح الباب من جديد لمخاطر عودة الامراض والأوبئة المُعدية والسارية. 

هذا وقال وزير الصحة ماجد أبو رمضان "إن طواقم الوزارة في قطاع غزة ستنفذ حملة تطعيم، للأطفال تحت سن 10 سنوات، خلال الأيام المقبلة، وذلك بالتعاون مع "الأونروا"، وبتنسيق مع "اليونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية.