خلفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانها على مخيم طولكرم، تدميرها كبيرا للشوارع والبنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وأسفر العدوان عن استشهاد ثلاثة شبان تم نقلهم إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، وإصابة آخرين تعتذر نقلهم للمستشفى بسبب منع قوات الاحتلال لمركبات الاسعاف من الدخول للمخيم، قبل أن تتمكن طواقم الهلال الأحمر من التعامل مع اصابتين بشظايا قصف بالرأس، إحداهما طفلة خمس سنوات، ومواطن 37 عاما، وتم نقلهما الى المستشفى، عقب انسحاب قوات الاحتلال من المخيم قبل قليل.
كما أصيب شاب بجروح متوسطة بعد دهسه من قبل جيب عسكري أثناء مروره على شارع السكة بطولكرم، وتم نقله بإسعاف جمعية الهلال الأحمر إلى المستشفى.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة لمراسلة "وفا"، إن وضع المخيم كارثي بسبب التدمير الواسع لشوارع وممتلكات المواطنين، من بنية تحتية وصرف صحي ومياه وكهرباء واتصالات.
وأضاف، ان التدمير والتخريب طالا الشوارع والمحلات التجارية في كافة حارات المخيم وأزقته، إضافة إلى حرق الشوادر وعدد من المنازل التي تؤوي الأطفال والنساء وبث الرعب في صفوفهم، من خلال رمي مواد مشتعلة عليها والقصف بطائرات مسيرة، ومنع طواقم الدفاع المدني من دخول المخيم لإطفاء الحرائق.
ووصف سلامة المخيم بأنه منطقة منكوبة، حيث تمارس قوات الاحتلال جرائمها داخل المخيم، وحولته إلى ساحة حرب تطلق فيها نيران أسلحتها بشكل عشوائي على كل شيء متحرك، من خلال قناصتها التي نشرتها على أسطح البنايات العالية داخل المخيم او خارجه في ضواحي ذنابة وشويكة واكتابا الكاشفة له.
وأشار إلى وجود إصابات في صفوف المواطنين ما زالوا داخل المخيم ويصعب نقلهم للمستشفى بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال عليه، موضحا انه يتم تقديم الاسعافات الاولية لهم من خلال وحدات الاسعاف من المتطوعين داخل المخيم، تحت خطر نيران الاحتلال الذي أطلق الاعيرة النارية مرات عدة عليهم.
وقال سلامة، إن قوات الاحتلال عزلت المخيم عن محيطه بعد ان اغلقت مداخله وأزقته بطم الشوارع التي جرفتها جرافاتها، وعلى ارتفاع عال، يتعذر من خلاله تنقل المواطنين حتى مشيا على الأقدام.
وجرفت آليات الاحتلال منذ الساعة الواحدة فجرا البنية التحتية في شوارع المخيم، وفي حارات الحمام، والمدارس، وقاقون، والمقاطعة، والبلاونة، والمربعة، والعكاشة، والشهداء وتعمدت تخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحلات تجارية على طول شارع الخدمات وسط المخيم، وهدم سور العيادة الصحية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وسور ومحيط قاعة العودة في حارة المدارس.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى داخل المخيم ومداخله، وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية، وبالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء مدينة طولكرم والمنطقة، كما قامت بإلقاء منشورات تحتوي على تهديدات لسكان المخيم.
وأعاقت قوات الاحتلال عمل الطواقم الطبية، ولا تزال تمنع مركبات الاسعاف من الدخول إلى المخيم واخلاء المصابين إلى المستشفيات.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في طولكرم لـــ"وفا"، إن قوات الاحتلال تواصل منع مركبات الاسعاف من الدخول للمخيم، الأمر الذي اضطرهم الى التواجد على أطراف المخيم.
وأضاف، تصلنا بلاغات من مواطنين داخل المخيم بوجود إصابات برصاص الاحتلال، ولكن لصعوبة الوضع لم تتمكن الطواقم من إخلائهم، باستثناء الشهداء الثلاثة الذين تم نقلهم من قبل متطوعين من المخيم الى مداخله واستلامهم من قبل الاسعاف ونقلهم الى المستشفى.
واوضح أن قوات الاحتلال تعرقل عمل مركبات الاسعاف وتقوم بإيقافها وتفتيشها والتدقيق في هويات طواقمها بما فيها هويات المرضى الجاري نقلهم الى المستشفيات، مشيرا إلى أن الاصابات يتم تقديم الإسعافات الأولية لها من طواقم المتطوعين في المخيم.
وفي غضون ذلك، اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية عزبة الطياح شرق المدينة، وداهمت منزل المواطن سعيد حامد وقامت بتفتيشه واخضاع أصحابه للاستجواب والاستيلاء على أجهزة الهواتف النقالة منهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة وبلدة دير الغصون شمال طولكرم، وبلدة بلعا شرقا.
وقالت مراسلتنا نقلا عن مصادر محلية، إن قوات الاحتلال داهمت عددا من منازل المواطنين في الحي الشرقي لبلدة بلعا، وفتشتها، واعتقلت المواطن أحمد عواد وهو من سكان مخيم طولكرم كان متواجدا في بلعا.
إلى ذلك، نعت فصائل العمل الوطني في طولكرم اليوم شهداء مخيم طولكرم، وأعلنت الاضراب الشامل والحداد على ارواحهم، منددة بجرائم الاحتلال وفرض العقوبات الجماعية على سكان المخيم.
ـــــ