لقد صنعت الحركة الوطنية الأسيرة معلماً اسطوريا في التجربة النضالية الوطنية وبرهنت عبر مسيرتها الثورية حالات رائعة معتقة بطعم الإرادة والصمود والعزيمة على المضي قدما نحو الهدف الأسمى للفكرة والإنسان.
وتوالت المسيرة عبر دربها الطويل والمرير وتناقل إرثها النضالي جيلاً بعد جيل من أجل قهر المحتل والطغيان والمستحيل ورفع لواء الحرية الذي عنه لا حيادية ولا تفريط أو تبديل.
فكان لكل ماسبق نصيب للفارس الأسير محمد القيق المترجل نحو مجد العلا عبر صهيل الكلمة المدوية في الأفق والعنان.
ولأن الإعلام الكلمة الأخيرة التي لم تقل بعد تقدم فارس الإعلام الزميل الأسير محمد القيق نحو امتلاك زمام المبادرة نحو الفكرة والإنسان وهزيمة براثن السجن والطغيان.
فاليوم زميلنا القيق على مقربة من التسعين يوما باضرابه عن الطعام متحديا كل الوسائل والأساليب التي تحاول جاهدة إن تثنبه عن قراره العادل من أجل الحرية وكرامة الإنسان.
وهنا الشئ بالشئ يذكر من خلال الرجوع إلى عجلة الزمن الماضي غير البعيد عندما سطر الشهيد عبد القادر ابو الفحم أسطورة الحرية بصموده ورسم بريشتها عنفوان الثائر الأسير واستشهد في عام 1970 في سجن عسقلان أثر إضرابه المتواصل أربعين يوماً عن الطعام
رغم إصابته الصعبة من قبل جنود الاحتلال أثناء لحظات الأسر والاعتقال
وهنا لم يكن الإضراب عن الطعام يوماً
هو الخيار الأول أو الوحيد للحركة الأسيرة في باستبلات الاحتلال.
فالاضراب عن الطعام يأتي هنا معبراً
عن رسالة حرية وكرامة الإنسان الأسير القابع خلف قضبان الأسر والعزل.
ولهذا جسد الأسير الصحفي محمد القيق تلك الحكاية ... حكاية شعب بأسره يعيش في معتقل كبير اسمه الوطن الأسير.
وقد نجح الأسير القيق بتحطيم نظرية المحتل وجبروت وطغيان حقده المتراكم على الثائرين الأحرار برغم ما يلاقيه من انهاك جسدي وأوجاع تدق جسده المتآكل يوما بعد يوم وتفترب به نحو هاوية الحياة وعنان المجد معا.
فما يزال زميلنا القيق مصمما ومعاهدا شعبه ورفاقه الأسري في سجون الاحتلال على أنه هو أيقونة الثبات وما حوله نظريات محتل تعجز عن تغيير حالة الصمود وحرف بوصلتها المناضلة بكل الأساليب والمتغيرات.
فأسطورة القلم والفكرة والكلمة محمد القيق أعلن إما حرية وكرامة أو نصر واستشهاد
ولا خيارات هنا مطلقاً للوسطية الرمادية باهتة اللون ممكن أن تحرفه عن طريقه الذي اختاره منذ نعومه أظافره.
فالأسير القيق قد أدرك ماهية الرواية الكاذبة التى حاول الاحتلال عبر قضائه الماكر الالتفاف على صموده بعدم الاستمرار بالإضراب عن الطعام من خلال تجميد قرار الاعتقال الإداري غير المشروع أصلاً.
فما يريده زميلنا الإنسان صاحب الكلمة التى لها العنوان هو إلغاء قرار الحكم الجائر بالاعتقال وإلزام الاحتلال بالحرية الدائمة والاستقلال.
فلهذا ومن بركان صمود القيق وتحديه للظلم والسجان كان لزاماً على أحرار العالم جميعاً من شخصيات وقيادات ودول ومؤسسات أن يقفوا أمام مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية وان يضموا أصوات حناجرهم الصارخة مع صوت القيق الشاحب من فعل الليل والسجان ويعلنوا بأن القيق هو رمز الحرية وفارس إعلامها على مدار الزمان وأروقة المكان المعبد بطعم الحرية والإنسان.
وأخيرا وليس بآخر زميلنا الإنسان محمد القيق الحاضر فيينا و بذاكرتنا الإعلامية على مدار اللحظة والزمان ...
فبرغم القيد ورتابة السجن و المكان نرسل لك برقية عاجلة مفادها بأن ....
شهيد الحركة الأسيرة الأول عبد القادر
أبو الفحم سطر أسطورة ملحمة عشق ووطن فكانت لشعبنا شمعة احترفت من أجل ان تضئ له الطريق ....
وكذلك أنت الفدائي محمد القيق ستبقى عنوان الصمود والتحدي القادر على هزيمة المحتل بالقلم والكلمة والفكرة والصورة و تبني وتشيد لها معلماً حضارياً اسمه أنا الثائر الحر ... وأنا الإنسان.