حواتمة من موسكو : غياب الديمقراطية التعددية والعدالة الاجتماعية أدى إلى الثورات

التقاط
حجم الخط

عقد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مؤتمراً صحفياً في موسكو، ويأتي هذا المؤتمر في سياق زيارة وفد الجبهة الديمقراطية بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية.
المؤتمر الصحفي كان حاشداً ومفتوحاً لكل وسائل الإعلام الروسية والعربية والعالمية، وكتاب واكاديميين ومراكز أبحاث روسية في قضايا الشرق الأوسط.
حواتمة عرض إنسداد أفق الحل السياسي لقضايا الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بعد مفاوضات عقيمة وفاشلة على امتداد 22 عاماً، على الجانب الفلسطيني، والمفتوحة لزحف الاستيطان، الاستعماري الاسرائيلي في القدس والضفة الفلسطينية، والحروب على الضفة وقطاع غزة فضلاً عن الحصار والقتل والاعتقالات اليومية.
حواتمة أشار إلى الانسدادات الستة الكبيرة أمام الشعب في فلسطين المحتلة «لا أفق سياسي، مفاوضات من فشل إلى فشل، انقسام فلسطيني مدمر، لا تنمية اقتصادية، لا عدالة اجتماعية، التضييق على الحريات في الضفة، ومحاصرتها في قطاع غزة».
كل هذا أنتج الانتفاضة الشبابية للجيل الجديد، جيل ما بعد أوسلو، لم يستأذن أحداً، انتفاضة عفوية استلهمت انتفاضات الشباب التي تطورت فوراً إلى ثورات في تونس، مصر، اليمن، وصراعات وأزمات في بلدان عربية عديدة.
حواتمة أكد أن الانتفاضة الشبابية تفتح على التطور إلى انتفاضة شعبية شاملة تحت رايات «الحرية وتقرير المصير، الاستقلال وعودة اللاجئين»؛ «اسقاط الانقسام» «غياب العدالة الاجتماعية» «البطالة والفقر في صفوف شباب الجامعات والعمال وتدهور شباب الطبقة الوسطى».
وأشار أن الانتفاضة تشكل المنارة والأمل للخروج من نفق الاحتلال والاستيطان، وفق السياسات الانقسامية الفئوية المدمرة بين فريقيّ الانقسام.
ودعا القوى الديمقراطية والليبرالية الفلسطينية إلى تطوير الانتفاضة إلى شعبية شاملة، ودعا إلى «تشكيل قيادة وطنية موحدة» من جميع الفصائل وشباب الانتفاضة لصنع حاضر وقادم جديد، تقرير المصير والدولة المستقلة وعودة اللاجئين، للخلاص من الاحتلال واستعمار الاستيطان، وعقد مؤتمر دولي شامل بمرجعية قرارات الشرعية الدولية ورعاية الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وصولاً لتسوية «سياسية شاملة بديلاً عن سياسة المفاوضات من أجل المفاوضات دون قرارات الشرعية الدولية ودون وقف الاستيطان». 
حواتمة أكد أن الأزمات والحروب الأهلية الطائفية والمذهبية في الشرق الأوسط هي نتيجة لسياسات أنظمة الاستبداد والفساد والقمع أولاً، وغياب الديمقراطية التعددية والعدالة الاجتماعية ثانياً، وثالثاً سياسات الهيمنة الأمريكية على بلدان الشرق الأوسط، ورابعاً صراع المحاور الاقليمية على النفوذ والسلطان دون النزول عند إرادة الشعب بالانتفاضات والثورات التي لم تكتمل بفعل قمع أنظمة الاستبداد؛ وأدوار حركات الاسلام السياسي الدموية في الصراع على السلطة في الشرق الأوسط.
ورداً على الاسئلة الكثيرة عن الدور الروسي والأدوار الأمريكية والاقليمية فيما جرى ويجري في بلدان الشرق الأوسط، قال حواتمة أن الدور الروسي فتح البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية وتأثيرات وتداعيات ذلك لحلول سياسية للأزمات المتراكمة في الشرق الأوسط.