بعد العملية البطولية التي نفذها الشهيد ماهر الجازي في "معبر الكرامة" يوم 8 سبتمبر 2024، خرج رئيس حكومة الفاشية اليهودية بنيامين نتنياهو ليعلن، أن هذه العملية دليل على أن "المحيط يكرهنا"..وطبعا حاول تكملة القول بأنهم يرغبون بقتل "اليهود كيهود".
ربما، لم يقل نتنياهو كلمة أصدق مما قالها حول كراهية المحيط لهم، وتلك حقيقة مطلقة وليست نسبية، وهو بالتأكيد يتحدث عن شعوب دول المحيط، لكنه حاول تشويه "الحقيقة المطلقة" بعبارة تنطق كذبا، بربط العملية بقتل اليهود كيهود، خلافا للواقع العام.
نعم، الكراهية المطلقة لفاشية يهودية هي ما يميز شعوب الدول العربية من المحيط "الذي كان يقال إنه هادر" إلى الخليج "الذي كان يقال عنه ثائر"، كراهية لا يمكن أن تختبئ وراء اتفاقات لم تتمكن من تغيير ما بالشعوب موقفا ضد دولة غزو واحتلال، ارتكبت من جرائم الحرب ما لم يسبقها دولة في التاريخ الإنساني، وتعمل على "إبادة شعب وهوية ومشروع" لتقيم مشروعا بديلا.
قبل أيام وقفت المخرجة اليهودية الأمريكية سارة فريدلاند وخلال تسلمها جائزة في مهرجان البندقية السينمائي قالت: "أقبل هذه الجائزة في اليوم 336 على الإبادة في غزة والعام 76 على الاحتلال... أتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرر"، كلمات كافية لفضح أٌقوال نتنياهو في حربه الزائفة نحو "العداء لليهود"، كون الحقيقة هي العداء للفاشيين من اليهود، والذين يمثلون خطرا على مستقبل وجود كيانهم، وكما قال الكثير من اليهود بأن نتنياهو وتحالفه قاطرة "الخراب الجديد".
الحقيقة السياسية التي تنتشر عالميا، وربما للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع دولة الغزو والاغتصاب، أن التحالف الحاكم في دولة الكيان، بقيادة الثلاثي نتنياهو – بن غفير – سموتريتش، يشكل "قنبلة موقوتة" لتفجير مقومات الكيان، بدأ ذلك ما قبل حادث 7 أكتوبر 2023، عندما اشتعلت شوارع إسرائيل بمظاهرات وصلت الى التسليح المتبادل، وهددت وجودها الكياني، وها هو يطل ثانية بعد حرب الإبادة الشاملة في فلسطين.
الكراهية التي تتسارع لدى مختلف شعوب العالم فعل استنساخي للكراهية التي حدثت لتحالف الفاشية في ألمانيا وإيطاليا، وأدت الى حرب عالمية تدميرية، كان من بين من دفع ثمنا يهود، استنساخ السلوك الفاشي سيقود بالتأكيد إلى استنساخ الكراهية لذات الفكر والسلوك، فحرب الإبادة هي حرب إبادة لا وصف آخر لها.
نعم الكراهية حقيقة لا مجال لأن تتلون بغير ذلك، ولكنها نحو من يقوم بكل أفعال "كراهية الآخر"، وهنا الآخر يشمل كل من ليس منهم، وتلك ما كشفته مسيرات تنطلق في شوارع دولة الكيان، عبروا عنها بأنهم سيحرقونه لو واصل تحالف نتنياهو الحكم، وحرقوا صور رأس الفاشية الجديد مع رسم هتلري تماثلي، كراهية لم تختف ولم يمنع التعبير عنها، كل "الأكاذيب" حول حرب قطاع غزة، وما حولها.
وتذكيرا، فمن اغتيال اسحق رابين لم يكن فلسطينيا بل يهودي منتمي إلى الفريق الفاشي الحاكم، من قتل كل فرص السلام لوضع حد للصراع هو ذات الفريق الذي اعتبر اتفاق رابين -عرفات هو الخطر على مستقبل مشروعهم الإبادي، وهو ذات الفريق الذي يرى في دولة فلسطين "خطر وجودي".
ربما كراهية الفاشية اليهودية، فرقا ومشروعا لم تصل بعد في المنطقة العربية إلى ما يجب أن يكون واقعا، ليعاد الاعتبار بوضعها على قائمة المطاردة والنبذ العام رسميا إلى جانب شعبيا، فالاعتراف بها، يجب أن يكون أحد أسلحة المواجهة المستخدمة شعبيا ورسميا، وأن يعيد الإعلام العربي بكل أشكاله تلك الحقيقة لجدول أعماله اليومية، دون محاولة تزيين ممل وساذج..نعم، يجب أن يعلن بوضوح مطلق أن كراهية الفاشية اليهودية واجب لكل من يؤمن بالإنسانية وحقوق الحياة، للخلاص من الظاهرة الأخطر على البشرية جمعاء.
بعيدا عن "الدونية السياسية" التي تختبئ هنا وهناك..آن أوان القول الفصيح: نتنياهو وجه هتلر المعاصر..حصاره وفريقه الفاشي فعل انقاذي لكل ما هو إنساني..
ملاحظة: مشاهد المسلحين في جنين بعد لحظات من خروج جيش العدو منظر قمة الاستهتار والاستخفاف..وقال كمان بزي دواعش..اللي مشروعه التخريب مش من طينة فلسطين..بلا تردد أو ارتعاش هيك ناس اعتقالهم واجب وفرض وطني..واللي مش عاجبة يروح معهم..
تنويه خاص: كان ملفت جدا بعد العملية الفدائية للشاب ماهر الجازي في معبر الكرامة، إصرار قناة "صفراء الشعار" ان تصر القول عنه "جسر اللنبي" مش الكرامة.. الاسم اللي أطلقه الانجليز لجنرال استعمار فلسطين..بدكم الصراحة القناة الصفراء أكدت وفاءها للأسياد..لأنها أصلا بدون "كرامة عروبية"..