سلَّط رئيس الاتحاد النوعي للنحالين وممثل اتحاد النحالين العرب، م. معاذ الكظم، الضوء في المؤتمر الدولي للنحل في العاصمة مسقط على التهديدات التي تُواجه قطاع تربية النحل في السنوات الأخيرة.
كما دعا الكظم، إلى إطلاق مبادرة لإعادة بناء قطاع تربية النحل في قطاع غزّة ودولة فلسطين، وذلك بعد أن دمرها العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وأقيم المؤتمر والمعرض الدولي "أفريكا بي اكسبو 2024" وهو المؤتمر الدولي للنحل، في الفترة 18-21 سبتمبر الحالي، حيث استضافت سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه المؤتمر وبمشاركة 37 دولة، وذلك بهدف تطوير مجال تربية النحل وفتح آفاق عمل للشركات والأفراد كمؤسسات صغيرة ومتوسطة تحت رعاية تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
وأكّد الكظم، على أن استضافة سلطنة عُمان وتنظيمها لهذا المؤتمر الهام حول تربية النحل، يأتي تأكيدًا للالتزام العميق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وأهمية تعزيز الوعي وتوحيد الجهود لحماية هذا المورد والكائن الحيوي.
وأوضح أن النحل يواجه تهديدات خطيرة نتيجة للتغيرات البيئية والمناخية والاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والكيميائية وتدمير المواطن الطبيعية التي أدت إلى قلة الغطاء النباتي والمراعي الرحيقية للنحل والزراعات الأحادية وأن هذا النقص يؤثر على جودة الغذاء المتاح ويجعله أكثر عرضة للأمراض، والطفيليات والآفات التي تصيب النحل.
وبيّن أن التهديدات البيئية الأخرى، مثل تلوث الهواء والمياه، يمكن أن تؤثر على صحة النحل ويقلل من قدرتها على جمع العسل، كما يمكن أن تؤدي إلى غياب للسلالات الأصيلة وظهور سلالات تكون في معظمها غير قادرة على الإنتاج والتكيف مع البيئة المحيطة لها.
وقال الكظم: "إنَّ الحفاظ على النحل ليس مجرد مسألة بيئية فحسب، بل مسؤوليةٌ أخلاقيةٌ تِجاه الأجيال القادمة التي تعتمد على التنوع الحيوي واستقرار النظم البيئية"، داعيًا إلى ضرورة دعم المبادرات التي تساهم في حماية النحل وتعزيز بيئتها الطبيعية من خلال التشجيع على الزراعة المستدامة وتقليل استخدام المبيدات الضارة ودعم الأبحاث العلمية في هذا المجال.
وأعرب عن أمله أن يخرج المؤتمر إلى تحقيق خطوات ملموسة في تحسين وضع النحل وتطوير سياساتٍ واستراتيجياتٍ تحافظ على النحل.
كما تحدث الكظم أن اتحاد النحالين العرب مهنيٌ علميٌ يسعى إلى تطوير قطاع تربية النحل في الوطن العربي، يعمل على إقامة نشاطات متنوعة على مستوى العربي والدولي للوقوف على إيجاد الحلول التي تواجه النحالين والنحل ،كما يعمل على تطوير مهنة تربية النحل ومتابعة مستجدات ونتائج البحوث المتعلقة بتربية النحل.
وتابع: "إنَّ الاحتلال والعدوان الإسرائيلي يؤثر على قطاع تربية النحل في قطاع غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام"، لافتاً إلى أنَّ التأثير السلبي للاحتلال والعدوان الإسرائيلي المستمر في تدمير كافة القطاعات الزراعية ومنها تربية النحل في غزة وهذا يؤدي الى الإخلال في الأمن الغذائي والتوازن البيئي والتنوع البيولوجي، بل يتجاوز المسائل البيئية والاقتصادية ليصلَ إلى أبعادٍ إنسانية واجتماعية. النحالون في غزة، مثل غيرهم من المواطنين، يعانون من تبعات هذه الظروف الصعبة التي تؤثر على حياتهم اليومية وعلى استدامة أنشطتهم الاقتصادية، وبعد أن رأينا حجم الدمار الذي ارتكبه العدوان فهو لم يبقي حجرا على حجر وبالتالي لم يعد هناك نحلة تجول في قطاع غزة.
وأشار إلى أنّه من واجب المجتمع الدولي والجهات المعنية أن تعمل على دعم جهود النحالين في غزة وتقديم المساعدة اللازمة لإعادة بناء قطاع تربية النحل وتعزيز التعاون والتضامن الذي يمكن أن يساهم في تحسين الوضع الراهن ويساعد في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. ودعى ومن خلال هذا المؤتمر المشاركة في تأسيس مبادرةٍ عربية لإعادة إنشاء مشاريع النحل للنحالين في غزة فهم في أمس الحاجة الآن لها حتى لو دمرها الاحتلال سنبقى ندعم ونبني ولا نبالي.
ويسعى المؤتمر إلى تبادل الخبرات العلمية التكنولوجية والثقافية على المستوى العالمي وتحسين قدرة النحال المهنية والتجارية والدخول الى الأسواق العالمية، واستقطاب المستثمرين في المجال الزراعي والصناعات التحويلية، وإعطاء قيمة مضافة لمنتجات الخلية، بالإضافة إلى فتح آفاق السياحة والطب البديل بمنتجات الخلية المعتمدة دوليًا.
ويحظى المؤتمر بمشاركة واسعة من الخبراء والباحثين والمختصين من مختلف الأوساط الأكاديمية والبحثية والنحالين وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية وشركات القطاع الخاص في مجال النحل وإنتاج وتصنيع العسل كاتحاد النحالين العرب، الجمعية العربية لتربية النحل، منظمة البيكفاست الأوروبية جمعية الباحة المملكة العربية السعودية، المنظمة العالمية لتربية النحل، الاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين.