حاخام صفد: كل فلسطيني هو إرهابيّ بدرجة معينة

22qpt965
حجم الخط

 لم تعد العنصرية السافرة في إسرائيل تقتصر على فئات متطرفة بل تهيمن على التيار المركزي وتطال حتى الجامعات. ويتضح أن عددا متزايدا من الحاخامات يصبون الزيت على نارها بدلا من العكس. وفي «عظة» دينية جديدة يقول حاخام مدينة صفد المحتلة عام 48» إن اليهود سلحوا العرب في اتفاق أوسلو على أمل أن يقتتلوا داخليًا إلا أنهم وجهوا السلاح نحونا.»
وتوجه أمس كل من «المركز الإصلاحي للدين والدولة» و»الائتلاف لمناهضة العنصرية» في إسرائيل برسالة إلى وزيرة القضاء الإسرائيلي، ايليت شاكيد، طالبا تقديم حاخام صفد، شموئيل الياهو، لجلسة تأديبية بسبب تكرار تصريحاته العنصرية والتحريضية على العرب. وأوضحت الرسالة أنّ هذا ليس التوجه الأول للمركزين المذكورين بطلب محاسبة الياهو حيث سبق وأن ارسلتا رسالتين سابقتين تم من خلالهما رصد تصريحاته ضد العرب إلا أنّ وزارة القضاء لم تقم بأية خطوات أو ردة فعل حيال التوجهات السابقة. وذكرت المذكرة أنّ الياهو عاد مؤخرًا ليطلق تصريحاته العنصرية والتحريضية ضد المواطنين العرب خاصة، وضد الفلسطينيين عامةً، حيث نشر مؤخرًا عظة في مجلة «صوت مشاهديك»، بصفته الرسميّة حاخام صفد كان عنوانها «سيطاردك العدو حتى يتمكن منك، احذر من الأغيار».
وجاء في العظة المذكورة أنّ على اليهودي ليس فقط الحذر من العربي، إنما العمل على «قتال الظالمين»، مؤكدًا على أنّ كل فلسطيني هو إرهابيّ بدرجة معينة. وطلب الياهو من قرائه، مقتبسا مصادر من التوراة للتضليل، أنّ يمتنعوا عن الحصول على خدمات طبية من طبيب من الأغيار (والقصد عربيّ) إلا إذا كان قد أكمل اختصاصه، كما وطلب منهم رفض أي مساعدة من ممرضة موّلدة عربية إلا إذا قامت بواجبها بحضور العائلة وبمراقبتها. وطلب منهم في «فتوى» جديدة عدم قص الشعر عند حلاق عربيّ.
الياهو لم يكتفِ بهذه التصريحات العنصرية، فقد قام –وفق الرسالة بالتدخل في الشأن السياسيّ متجاوزًا وظيفته الدينية، منتقدًا اتفاق «أوسلو»، المُوقع مع السلطة الفلسطينية عام 1993، ومشيرًا إلى أنّ في الاتفاق المذكور «سلحنا للأسف العرب على أمل أن يقتتلوا داخليًا إلا أنهم وجهوا السلاح نحونا. وتابع «رغم أنّ النصوص الدينية كافة أجمعت على ضرورة الاقتتال والحذر منهم، لكننا تجاهلنا لها أدى إلى سفك دماء اليهود».
وقام الياهو الذي سبق ودعا قبل ثلاثة أعوام أهالي صفد إلى عدم تأجير شققهم لطلاب عرب، بحث قرائه في مجلة أخرى تدعى «عالم صغير»، نشرت أجزاء منها على موقع «سورغيم» (لليهود المتشددين)، على معاقبة «ذوي المخربين» بالطرد من بيوتهم دون أي حاجة إلى اثبات عدم معرفتهم بنوايا ابنهم في تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق للنار».
وأضاف أنّ معرفة الأهل أنهم سيطردون إلى غزة أو سوريا كفيلة بردع أبنائهم عن «الشهادة» وأنّ على «الدولة تبني هذا الحل العادل والمنصف لمواجهة التصعيد الأمني». وأكدت الرسالة أنّ ما ذكر من تصريحات سابقة يستوجب تقديم الياهو إلى جلسة تأديبية لتجاوزه وظيفته الرسمية كرجل دين ولتجاوزه ايضًا قانون «الخدمات العامة» (1959) الذي يمنع بشكل واضح انتقاد موظف في الخدمات العامة، خلال مقابلات صحافية، لسياسة الحكومة، الأمر الذي يُعرضه إلى مساءلة تأديبية. 
وكانت الحكومة قد أكدت في جلستها بتاريخ 25 يونيو/ حزيران 1969 أن هذا القانون يسري على رجال دين يحصلون على معاش حكوميّ. وشدد المركزان في رسالتهما المشتركة على أنّ تصريحات الياهو لم تكن تفوهات عابرة إنما هو يقوم بالتحريض على العرب بصورة منهجية الأمر الذي يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات رادعة لهم قبل أن تقوم المنظمتان باتخاذ خطوات قانونية أخرى بديلة. 
وردا على سؤال «القدس العربي» قال المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية إن هذا ليس بالتوجه الأول ضد حاخام صفد، مبديا أمله أن يكون الأخير. وأضاف أن ما حدث في صفد من اعتداء على الطلاب العرب ومنعهم من الحصول على سكن جامعي بهذه الأيام يؤكد مدى تأثير الحاخام على سكان صفد. وتابع «لذا سنعمل على ملاحقته وعلى رصد تصريحاته العنصرية وفضحها. هنالك أثر كبير لرجال الدين في توجيه المجتمع، وبالأخص فئة الشباب التي باتت مستهدفة من قبل بعض المجموعات التي تستغل وضعهم وتقوم بشحنهم وتأزيم الوضع السياسي وبالتالي إفساد أفكارهم وجرفهم للعنف، متجاهلين دور المنبر الديني الحقيقي في بث روح التسامح والإلفة والمحبة بين فئات المجتمع ونبذ التحريض والعنصرية».