دبت المخاوف الاقتصادية في كل أنحاء بريطانيا مع تزايد الاحتمالات بأن تتخذ بريطانيا قراراً قبل نهاية العام الحالي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن حددت الحكومة في لندن موعداً لإجراء استفتاء شعبي على البقاء في الاتحاد أو الخروج منه، وسط خلافات حادة داخل حزب المحافظين الحاكم بشأن الأمر.
وانضم أحد أبرز زعماء المحافظين وأكثرهم تأثيراً في الشارع البريطاني بوريس جونسون، الذي يشغل منصب عمدة لندن، إلى قائمة المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك خلافاً لموقف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يحذر البريطانيين من اتخاذ قرار بالخروج ويشير إلى أن ترك الاتحاد سوف يؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي في المملكة المتحدة.
وانتشرت المخاوف في بريطانيا، الإثنين، بعد أن تقرر إجراء الاستفتاء في يونيو من العام الحالي، حيث هوى سعر صرف الجنيه الإسترليني خلال التداولات الصباحية أمس الإثنين، فيما حذر مسؤولو شركات ومستثمرون في بريطانيا من الآثار الاقتصادية المحتملة على البلاد في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وهبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، بعد أن فقد أكثر من 1.5% من قيمته صباح الإثنين، على وقع التوقعات بالخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ تم تداول الجنيه عند مستوى 1.41 دولاراً، لتكون هذه الخسارة هي الأكبر للعملة البريطانية خلال يوم واحد، وذلك منذ 11 شهراً. أما اليورو فسجل ارتفاعاً بنسبة 1.1% أمام الجنيه الإسترليني وبلغ مستوى 78.17 بنساً.
وحذر العديد من الاقتصاديين وممثلي الشركات والمستثمرين من اتخاذ بريطانيا قراراً بالخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث وقع العديد من كبار المسؤولين في الشركات المدرجة ببورصة لندن رسالة أعلنوا فيها أن "بريطانيا ستكون أفضل إذا بقيت في الاتحاد الأوروبي".
وبحسب الرسالة التي نشرتها العديد من الصحف البريطانية، واطلعت "العربية نت" على مضمونها، فإن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يؤثر على تدفق الاستثمارات الأجنبية على البلاد، وسوف يؤدي الى خسارة أعداد كبيرة من الوظائف".
ومن المفترض أن يوقع على الرسالة عدد من رؤساء مجالس إدارات أكبر الشركات في بريطانيا مثل "فودافون" و"بي تي" و"باركليز" و"إيزي جت" وغيرهم، ليتم إعلانها رسمياً الثلاثاء ونشرها على الجمهور والناخبين في المملكة المتحدة.
وتقول الرسالة: "شركاتنا تحتاج عملية دخول غير مقيدة للسوق الأوروبي التي تضم أكثر من 500 مليون شخص، وذلك حتى نستطيع مواصلة تحقيق النمو والاستثمار وإيجاد فرص العمل والوظائف".
وكان بوريس جونسون قد أعلن مساء الأحد، انضمامه الى الحملة الداعية للتصويت بـ "نعم" للخروج من الاتحاد الأوروبي، ليعطي ثقلاً كبيراً للحملات المعادية للبقاء في الاتحاد، فيما تقرر تنظيم الاستفتاء في 23 من يونيو المقبل، وذلك في أعقاب اتفاق بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والقادة الأوروبيين.