ابتداءً من فجر أمس، صار ممكناً القول إن العملية العسكرية البرّية الإسرائيلية المُنتظرة صارت واقعاً على الأرض. فبعد يومين من عمليات الاستطلاع بالنار والاختراقات المحدودة جداً للخطّ الأزرق، دفع جيش الاحتلال، صباح أمس، بقوات من وحدة «إيغوز» الخاصة، تقدّمت من مستوطنة مسكافعام باتجاه خلّة المحافر في بلدة العديسة الحدودية، حيث وقعت مواجهة كان لها ما سبقها.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فقد أجرى العدو الثلاثاء مناورات استطلاعية في نقاط حدودية عدة، إحداها في خلة المحافر، حيث «تقدمت 3 دبابات ميركافا داخل الأراضي اللبنانية لمسافة تقل عن مئة متر، وانتظرت ردّ فعل لم يأتِ من المقاومة». وبناءً عليه، درست مجموعات استطلاع المقاومة تحرّكات العدو، ورسمت مسارات توغّل متوقّعة، وكمنت للعدو فيها.
وفجر أمس، تسلّلت قوات «إيغوز» باتجاه خلة المحافر، حيث كانت تحت انظار المقاومين، ولدى وصولها الى منزل قريب من الحدود، أمطرها المقاومون بالرصاص والقذائف الصاروخية، قبل أن يتقدّموا للاشتباك معها من مسافة قريبة جداً، «وسمع المقاومون صراخ الجنود وعويلهم وطلبهم للإسعاف». في غضون ذلك، كانت مجموعات اخرى من المقاومة تمطر مواقع العدو القريبة وخطوط الإمداد المحتملة بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية. وعلى الاثر، وصلت مروحيات لتأمين غطاء جوّي للقوات التي وقعت في الكمين، وسحب القتلى والجرحى. فيما واصل المقاومون استهداف تجمّعات ونقاط تحشّد قوات العدو في كل من ثكنة الشوميرا وشتولا ومسكفعام وكريات شمونة وزرعيت وأفيفيم وأدميت.في وقت لاحق، حاول جنود العدو التسلل إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، حيث كان كمين آخر للمقاومين، فوقعت اشتباكات عنيفة أدّت الى خسائر مؤكدة في قوات العدو.
وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاومو حزب الله ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجّهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس، ما أدى الى اشتعالها ومقتل وإصابة من فيها. كما أمطروا قوة إسرائيلية تحرّكت شرق بلدة مارون الراس بالرصاص والقذائف الصاروخية. كذلك، باغت المقاومون قوة للعدو الإسرائيلي كانت تحاول الإلتفاف على بلدة يارون من جهة الحرش، وفجّروا عبوة خاصة بها وأوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيلٍ وجريح. وفي كفركلا، فجّر المقاومون عبوة معدّة مسبقاً بقوة مشاة إسرائيلية تسلّلت إلى منزل في خراج البلدة، قبل أن يمطروها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح. وفي يارون، فجّر المقاومون عبوة ناسفة بقوة مشاة حاولت التسلل باتجاه البلدة، من جهة مرتفع السلس، ما أدّى إلى وقوع أفرادها بين قتيلٍ وجريح. كما استهدف المقاومون بصاروخ موجّه قوة للعدو بين العديسة ومسكفعام.
ومساء أمس، تحدّثت معلومات عن وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة بين مستعمرة المالكية وعيترون، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استمرّت لفترة من الزمن.
في موازاة ذلك، استهدفت المقاومة تجمّعات العدو في مستعمرة أبيريم، وبين مسكفعام وكفرجلعادي، وفي بساتين المطلة ومستعمرتي يعرا وشتولا. كما قصف المقاومون مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة، إضافة الى قاعدة عميعاد وتجمع لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة روش بينا. ونفّذوا هجوماً جوياً بسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على مربض المدفعية في نافيه زيف أصابت أهدافها بدقة.
وتعليقاً على مجريات الميدان في اليوم الأول للمعركة البرية، اعترف جيش العدو بـ8 قتلى بينهم 3 ضباط، وبإصابة نحو 50 جندياً آخرين، إصابات بعضهم خطيرة. وذكرت قناة «كان» العبرية أن «حزب الله مستعدّ لدخول جنودنا إلى جنوب لبنان: في يوم واحد من القتال 8 قتلى ونحو 50 جريحاً». فيما اشارت «القناة 12»، الى أن «المناورة البرية تجبي ثمناً بالأرواح»، ولفتت إلى أن «مقاتلي الرضوان أعدو للجيش مفاجآت غير مرغوب بها وقاسية جداً». وبدوره، رأى رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، أن «ما نقوم به حالياً لن يعيد سكان الشمال إلى منازلهم، بل سنبقى عالقين لوقت طويل مع خسائر قاسية بالأرواح في لبنان». فيما اعتبرت القناة i24» العبرية أن «ما حصل اليوم أعطانا تذكرة صغيرة لثمن القتال في جنوب لبنان». أما وزير الحرب الإسرائيلي، فادّعى أن «مقتل جنودنا في معارك لبنان يجسّد الكلفة الباهظة للحرب الأكثر عدلاً التي شهدتها إسرائيل». فيما قدّم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتعازي لعائلات الجنود القتلى، قائلاً: «نحن في ذروة حرب صعبة».
المصدر: الاخبار اللبنانية