العلاقة الامريكية العربية علاقة مسمومة فاسدة ومشوّهة لا تملك سمات الاستمرار ، ولا حتى المصالح المشتركة. انها علاقة التمساح بالغزال وتعتمد على الاستغلال والنهب والعبودية والازدراء وحتى الاحتقار، وبالتأكيد انها علاقة تحتاج الى إعادة تشكيل على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتعريف رغبة ومصلحة الأجيال القادمة، وليس ما فعلت وما أرادت ان تفعل زمرة اللصوص التي تحكم أمريكا وتقوم بتنصيب حكام عرب (وكلاء الاستعمار) الذين باعوا كنوز وثروات العالم العربي بثمن بخس .
اكثر ما لفت انتباهي التغيير الإيجابي في وعي جيل الشباب الأمريكي وطلبة الجامعات الأمريكيين واليهود منهم والذين تصدّروا المشهد خلال الحرب على غزة ، وقادوا حركة فكر مستنير وانساني راقٍ لرفع الظلم عن المظلوم وإيقاف الظالم عند حده ، لدرجة ان حكام أمريكا اعتبروا هذه التظاهرات موالية لإيران ومناهضة للنظام الأمريكي والإسرائيلي . رغم معرفتهم ان هذه الحركة الطلابية الواعية تنمو وتزدهر لرسم مستقبل افضل لأمريكا مع شعوب الأرض على أساس الاحترام المتبادل وليس عن طريق القنابل والحروب .
حاول تجار السلاح في أمريكا من خلال قوة نفوذهم وسيطرتهم على البيت الأبيض تدمير أوروبا من خلال افتعال حرب أوكرانيا عن طريق "وكيل الغرب" زيلانسكي ، ولكن كارتيلات السلاح والنفط في الولايات المتحدة لم تشبع من هذا .. فكانت فرصتها في أكتوبر 2023 لتأجيج الصراع واستخدام جشع نتانياهو للبقاء في الحكم بكل قوة ، ضد رغبة الإسرائيليين وضد العرب في خلق حروب لا تنتهي بعناوين لا تنتهي من اجل تدمير العالم العربي والدول الإسلامية في الشرق الأوسط لنهب المزيد من الثروات .
العجيب ان بعض وسائل الاعلام العربية تعمل على تسويق السخافات ولا تزال تبث ان هذه الحرب ضد حماس او ضد يحيى السنوار او ضد غزة من ناحية ، او ضد حزب الله ومحور المقاومة الإسلامية من ناحية ثانية . ولم يقرأوا بعد مضامين الخطاب الأمريكي للحزبين المتنفذين المسيطرين على البيت الأبيض .
سوف تنتشر الحروب لسنوات أخرى لتحرق كل الأنظمة العربية وكل عواصم مذهب افراهام الجديد وسباق الدجاج ، ولن تتوقف حتى تبدأ أمريكا بخسارة مصالحها .
عواصم العرب رفضت طرد السفير الإسرائيلي للضغط على حكومة اليمين في تل ابيب لوقف الحرب . ولكن سيأتي يوم تشخص فيه الأبصار ويطرد السفير الأمريكي ذاته من العواصم العربية .
ينتظر نتانياهو وزيلانسكي نتائج الانتخابات الامريكية بفارغ الصبر . وكذلك أعداء الاحتلال الأمريكي ينتظرون النتيجة على احرّ من الجمر .
لو احترقت تل ابيب كلها مثل كييف فان أمريكا لن توقف هذه الحرب ، ولكنها سوف توقفها فورا اذا تضررت مصالحها الاستراتيجية , ويومها سوف تتوقف جميع الحروب وتنتهي الكراهية بين الشعوب والطوائف كما حدث في أمريكا اللاتينية قبل عشرين عاما حين تحررت من عصابات الشركات الامريكية وطردتها مرة والى الابد .