بات مصير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، أمرًا مثيرًا للجدل بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، في ظل تعقيدات مفاوضات وقف إطلاق النار.
وبحسب تقرير نشر في صحيفة نيويورك تايمز، ونقله موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإنه بينما ترى إسرائيل أن السنوار قد يكون قتل، ولا يوجد أي علامات تدل أنه لا زال على قيد الحياة، إلا أن الولايات المتحدة تشير تقديراتها لغير ذلك وأنه لا زال على قيد الحياة ويتحكم في القرارات الحاسمة لحماس.
ووفقًا للصحيفة الأميركية، فإنه يوجد علامات لدى إسرائيل بأن السنوار كان في الماضي داخل النفق الذي عثر فيه على جثث 6 أسرى إسرائيليين مؤخرًا في رفح، لكنه لم يعثر عليه.
وأشار التقرير، نقلاً عن موقع يديعوت أحرونوت، إلى أن إسرائيل شددت من ملاحقتها للسنوار، وهو ما أكده وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت في حديث مع صحفيين منذ أيام.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل قصفت مجمعًا من الأنفاق مؤخرًا يشتبه بأن السنوار كان بداخله، وأنه منذ تلك اللحظة لم يتم العثور على علامات تشير إلى أنه على قيد الحياة، لكنه لم يعثر عليه حيًا أو ميتًا داخل أي من الأنفاق التي وصلت إليها القوات الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة: لم يذكر المسؤولون في إسرائيل أنه تم القضاء على السنوار، وعندما سئلوا عن مصيره، أجابوا أنه لا يوجد دليل على أنه على قيد الحياة.
ولفتت الصحيفة إلى أن التقديرات الاستخباراتية وكذلك لدى كبار المسؤولين في واشنطن، أن السنوار لا زال على قيد الحياة ويتخذ قرارات حاسمة ومصيرية، وأنه مصمم على رؤية انزلاق إسرائيل نحو حرب شاملة أوسع في ظل التطورات الأخيرة مع لبنان، كما أنه لا ينوي التوصل إلى اتفاق.
وقال مسؤولون أميركيون إن زعيم حماس يحيى السنوار أصبح متشبثًا بالقدر بعد ما يقرب من عام من الحرب في غزة، وهو عازم على رؤية إسرائيل متورطة في صراع إقليمي أوسع.
وأضاف المسؤولون في حديث للصحيفة الأميركية: لطالما اعتقد السنوار أنه لن ينجو من الحرب، وهي النظرة التي أعاقت المفاوضات لتأمين إطلاق سراح الرهائن.
ووفقًا لتقييمات الاستخبارات الأميركية، يقول المسؤولون الأميركيون إن موقفه أصبح أكثر تشددًا في الأسابيع الأخيرة، ويعتقد المفاوضون الأميركيون الآن أن حماس ليس لديها نية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وقالت ذات المصادر: إن حماس لم تظهر أي رغبة على الإطلاق في المشاركة في المحادثات في الأسابيع الأخيرة.
وتعتقد تلك المصادر أن السنوار أصبح أكثر استسلامًا مع ملاحقة القوات الإسرائيلية له والحديث عن اقترابها منه.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الاعتقاد السائد بأن السنوار محبط لأن حزب الله وإيران لم يهبوا لمساعدته بشكل كافٍ.
وبحسب تقديرات الاستخبارات الأميركية، فإن السنوار يرى أن حربًا أوسع ومناورات برية أوسع في لبنان ستجبر إسرائيل على تقليص عملياتها في غزة، لكن في الوقت الحالي، توسعت الحرب في المنطقة بالفعل، ولكن ليس بطرق "تفيد حماس". كما تقول الصحيفة.
ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن فشل حزب الله أو إيران في إلحاق ضرر كبير بإسرائيل، على الأقل حتى الآن، هو علامة واضحة على سوء تقدير السنوار، وإذا كان لا يزال على قيد الحياة، فهو معزول ومختبئ في الأنفاق، وهذا ما وتر العلاقة بينه وبين قيادة حماس.
ووفقًا لمصادر في إسرائيل والولايات المتحدة، فإنه منذ بداية الحرب كان السنوار يتواصل مع قيادات حركته فقط من خلال "رسل بشريين".
وبحسب أجهزة استخباراتية مختلفة فإن السنوار مهتم بإحداث الألم للإسرائيليين أكثر من مساعدة الفلسطينيين، ومنذ اغتيال هنية أصبح أكثر تشددًا في مواقفه، فيما قال مسؤولون أميركيون أن هنية كان أكثر تصالحية ومهتمًا بالصفقة ومستعدًا لرفض بعض مطالب السنوار الذي يوصف بأنه متطرفًا.
ويرى كبار المسؤولين في الولايات المتحدة أن رؤية وحلم السنوار قد يتحقق في حال اتسعت الحرب البرية في لبنان وزاد التوتر مع إيران في ظل الهجوم الأخير على إسرائيل وإمكانية رد الأخيرة ما يوحي بتوسع المواجهة.
وبحسب الصحيفة، فإن أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض العديد من المقترحات في المفاوضات وأضاف مواقف أدت إلى تعقيد المحادثات.
ويقدر المسؤولون الأميركيون أن نتنياهو قلق بشكل أساسي بشأن بقائه السياسي وقد لا يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة يصب في مصلحته.