قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني؛ إن حملة دولة الاحتلال لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية تمثل أطول إبادة جماعية في التاريخ الحديث، إذ تتجلى مظاهرها في مساعٍ شرسة لاستئصال شعبنا الفلسطيني من جذوره واستهداف نسيجه الديموغرافي والجغرافي بشكلٍ ممنهج، في إطار جريمة تاريخية تهدف إلى إبادة هويتنا الوطنية.
وقال دلياني، في تصريح وصل وكالة "خبر": "إن جرائم دولة الاحتلال الوحشية تتجاوز كونها أعمال احتلال عسكرية، فهي تعبّر عن مخطط إجرامي شامل يسعى لتدمير الوجود التاريخي والهوية الجماعية لشعبنا الفلسطيني"؛ مُضيفاً: "مِن قصف غزة بشكل ممنهج، إلى التوسع الاستيطاني غير المشروع في الضفة الغربية، مروراً بهدم المنازل، وعمليات الاعتقال والتنكيل والاغتيال، كل ذلك يمثل أدوات في استراتيجية إجرامية هدفها القضاء على الوجود الفلسطيني وتقويض جوهره الحضاري والثقافي والديموغرافي".
وتابع: "إن الأجيال الفلسطينية عانت جراء هذه الجرائم المستمرة التي تمثل أحد أبشع صور الاستعباد والقمع اليومي، بينما يواصل المجتمع الدولي تخاذله بالصمت، مما يضفي ضوءاً أخضر ضمنياً لهذه الجرائم".
وأردف: "إن المبادئ الدولية للعدالة تصبح عديمة القيمة إذا ما طبقت بانتقائية وتغاضت عن معاناة شعبنا؛ فتلك الممارسات تنذر بانهيار منظومة الحقوق العالمية بأسرها".
وأكمل: "مع كل منزل يُهدم، يُبنى آخر بشموخ لا ينكسر؛ ومع طفل يُختطف، يُولد صوت جديد ينادي بالحرية؛ فهذه الروح المتجددة هي جزء أصيل من الهوية الوطنية الفلسطينية وتراثها الذي لا يقهر".
وختم دلياني حديثه؛ بالتأكيد على أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ماضٍ في التزامه المبدئي بالنضال من أجل العدالة، وفي فضح الممارسات الإبادية لدولة الاحتلال وجرائمها الممنهجة التي تستهدف محو الهوية الفلسطينية؛ مُستدركاً: "لن تكتمل العدالة، ولن تُحترم حقوق الإنسان حول العالم ما لم تتحرر دولة فلسطين من قبضة الاحتلال العسكري الإسرائيلي؛ فالعدالة لشعبنا ليست مجرد ضرورة إنسانية، بل هي مسؤولية دوليّة".