"علاج الأسنان مكلف بشكل كبير والإمكانيات المادية شبه معدومة لدى النازحين".. بهذه الكلمات تشرح هبة البسيوني من فريق ريحانة التطوعي بإدارة محمد عكاشة عن سبب تبنيهم لمبادرة علاج أسنان مجاني للنازحين في المخيمات ومراكز الإيواء بالمنطقة الوسطى والتي يستهدفون عبرها فئة النساء والأطفال خاصة، إلى جانب العديد من المبادرات التي ينفذها الفريق.
تقول هبة لوكالة "خبر": "آلام وأوجاع الناس كثيرة والظروف صعبة على جميع أبناء شعبنا لذلك اخترنا عمل هذه المبادرة و اخترنا فئة النساء لأنها معروفة بتضحياتها وتحملها للألم في سبيل تخفيف أعباء الأسرة".
وأكّدت على أنّ صحة الأسنان تأثرت عند الجميع بسبب عدة عوامل أهمها الغذاء غير السليم والماء الملوث وكذلك شح وارتفاع أسعار الأدوات الصحية ووسائل العناية بالأسنان على مدار عامل كامل.
وفيما يتعلق بآلية اختيار الحالات، أوضحت هبة أنها "تقوم بجمع الأسماء من خلال إدارة مخيمات النازحين وكذلك الحال في مراكز الإيواء سواء في دير البلح أو النصيرات أوالبريج"
وتابعت:" نستهدف من 35 إلى 40 حالة في الأسبوع ونقوم بعمل اللازم لها وتوفير تغطية مالية لكل ما يلزمهم خلال العلاج حتى أننا ندفع ثمن المواصلات للحالات النازحة في دير البلح لأن العيادة مقرها في مخيم النصيرات وتكلفة المواصلة لا يملكونها ".
الطفلة حلا نور ابنة السبعة أعوام النازحة من شمال القطاع من ضمن الحالات الاستثنائية والمستعصية التي يتم معالجتها، يقول والدها:" حلا تعاني من عدة أمراض مزمنة وتعالى العديد من الأدوية وكان علاج الكورتيزون سبب في فقدانها جميع أسنانها" ببراءة وجهت الطفلة حلا شكرها لدولة ليبيا على تمويلها للمبادرة قائلة:" شكراً ليبيا لأنه رح يصيرلي أسنان".
وفي حديث مع الدكتور حلمي صيدم "دكتوراة في جراحة الفم والأسنان"، الذي يتابع الحالات في عيادته الكائنة بمخيم النصيرات وسط القطاع، قال لوكالة "خبر": "رغم شح الإمكانيات وارتفاع أسعار ومستلزمات علاج الأسنان كونها شحيحة وكذلك صعوبة الحصول على كهرباء، نقوم بالتعامل مع كل الحالات بكل أريحية وأمانة ونحاول جاهدين إنجاز المهام الصعبة على أكمل وجه، للتخفيف من أوجاع أبناء شعبنا ولو يسيراً".
وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة استهدفت 300 حالة من النازحين في وسط القطاع على مدار ثلاثة أسابيع وكانت هذه الحالات صعبة جداً بالإضافة إلى أن الفريق ينوي استهداف نازحي جنوب القطاع في المرحلة المقبلة من مبادرة علاج الأسنان المجاني.