فرصة قد لا تسنح في خمسين سنة

لقطة الشاشة 2024-11-11 101549.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

ليس هناك أي فرصة لايجاد حل في جنوب لبنان ، وفق ما تقول به كبرى وسائل الاعلام الإسرائيلية على لسان كبار المسؤولين الإسرائيليين و الأمريكيين – المسؤولون العرب ، و كبرى وسائل اعلامهم ، عبارة عن ببغاوات ، يعيدون ما يسمعون او ما يملى عليهم قوله - .

لماذا نقول ذلك ؟ لأننا سمعنا مثل هذا الكلام على مدار سنة كاملة في غزة ، رغم ان البعض سيقول ان لبنان ليست غزة ، لكن حزب الله الممسك على الجنوب ، كحد ادنى ، أكثر خطرا و تسلحا و شراسة من غزة ، و الأهم من ذلك ، أن الكذابين قبل سنة إزاء غزة ، هم نفس الكذابين في لبنان الآن .

الكذاب الأكبر – و هذه ليست شتيمة – هو الرئيس الأمريكي جو بايدن ، الذي وصل به الامر في احدى المرات أن نظر الى ساعته و هو يجيب على سؤال : متى يدخل اطلاق النار حيز التنفيذ . و في مرة أخرى حدد يوم "الاثنين" الذي سبق شهر رمضان يخمسة أيام . هذا الكذاب الأكبر ، بحكم السن ، و الدولة التي يحكم ، قام الحزب الذي ينتمي اليه بمعاقبته ان منعه من التنافس على سباق الرئاسة ، لكن الشعب عاقب مرشحة الحزب "هاريس" ، لأنها كانت نائبته . و لا يفترض بأحد ان يخدعن نفسه بأن الرئيس الجديد "ترامب" – و ما هو بجديد –  صادق ، فهو كاذب و مخادع و مراوغ ، أضعاف بايدن و هاريس ، و ما شعاره وقف الحروب ، الا شعار انتخابي ، ينتهي بانتهاء الانتخابات . إن صناعة الأسلحة و تطويرها هي الأولى في هذا العالم ، و ليس أفضل من الحروب و توسيع أسواقها ، مجالا لترويجها و بيعها و استهلاكها . 

اللاعب الرئيسي الآخر ، في الكذب و المراوغة ، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، نتنياهو ، الذي ما يزال في السلطة ، بل أنه قام مؤخرا بتشذيب حكومته باقصاء وزير الدفاع الذي كان يشاكسه في بعض الأحيان "غالانت"، و تعيين احدى دماه " كاتس" ، كما عين في الخارجية ، دمية أخرى "ساعر" مستندا في تثبيت بقاء حكومته الى الضامنين الاكيدين بن غفير و سموترتش حيث لا أحد اكثر يمينية و فاشية منهما في الدولة و المجتمع ، و ربما العالم .
   لقد تمثلت أكاذيب نتنياهو ، في انه لم يعد الاسرى الى عائلاتهم  ، رغم انه تحدث عن ذلك عشرات المرات ، و اجتمع ما عائلاتهم بصحبة زوجته "ساره" ، بل ان أحد أهم اهداف حربه على غزة ، كان اعادتهم ، و اليوم ، ليس فقط أنه لم يعدهم ، بل أوصلهم و ذويهم الى حافة النسيان و الإهمال .

بالعودة الى جنوب لبنان ، و إمكانية التوصل الى حل ، فإن أكاذيبه تتعلق بعودة النازحين الى بيوتهم التي هربوا منها في القرى الحدودية منذ بداية الحرب ، و ها هم يدخلون الشتاء الثاني دون ان يتمكنوا من ذلك . لأن نتنياهو بعد مقتلة قادة حزب الله ، و على راسهم امين عام الحزب ، وجدها فرصة تاريخية قد لا تسنح في خمسين سنة قادمة ؛ القضاء على الحزب و أسلحة الحزب الفتاكة ، في ظل بيت أبيض مفتوحة أبوابه على مصاريعها ، وبعد ترامب تفتح الشبابيك أيضا ، و ظل أمة بكاملها صامتة خانعة منومة لا من يهش فيها و لا ينش .