قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد للحرب في قطاع غزة أن تتوقف، ويريد استمرارها إلى ما لا نهاية، تحقيقًا لأهدافه الشخصية بشكل أساسي والتي تخدم بقائه في السلطة وتمنع محاكمته.
وبحسب الصحيفة، فإنه في هذه المرحلة نجح الجيش الإسرائيلي في تحقيق انجازات عسكرية تمنع حماس من التهديد العسكري لإسرائيل وشن هجمات مستقبلاً.
وبينت الصحيفة، أن الضغط العسكري حاليًا قد وصل لمراحله الأخيرة وأن موقف التوصل لصفقة بغزة أو وقف الحرب يعتمد على المستوى السياسي وخاصةً نتنياهو الذي يرفض هذا التوجه.
ووفقًا للصحيفة، فإن حكومة نتنياهو لا تنوي توفير مثل هذا الأفق السياسي، ولذلك لن تكون هناك صفقة بغزة، في المقابل فإن التوصل لاتفاق في لبنان وفق الترتيب المطروح هو أسهل من التوصل لاتفاق بشأن غزة.
وتقول الصحيفة، إن استمرار الحرب في غزة يخدم البقاء السياسي لنتنياهو، ولذلك من الصعب الاعتقاد أنها ستتوقف فعليًا.
وأشارت الصحيفة لتصريحات اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي يعقوب عميدرور، أحد أقرب مستشاري نتنياهو، الذي صراحة في مقابلة إذاعية في وقت سابق من هذا الأسبوع: إن صفقة الرهائن ستسمح لحماس للبقاء والسيطرة على غزة، لذلك من المستحيل تنفيذها، ووفقًا له، ستحافظ إسرائيل على وجودها في القطاع حتى بعد انتهاء الحرب.
وتقول الصحيفة، إن استمرار الحرب الأبدية بالفعل تهدف إلى خدمة أهداف نتنياهو الشخصية، وهي تجنب المخاطر الثلاثة التي تهدد استمرار حكمه: الانتخابات المبكرة، وإنشاء لجنة تحقيق حكومية في أحداث 7 أكتوبر، وشهادته في محاكمته الجنائية مطلع الشهر المقبل.
وتضيف: من المفترض أن يساعد بدء الولاية الثانية لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة في ذلك، ويزيل ضغوط إدارة بايدن على نتنياهو، ويبدو أنه من الممكن المضي قدمًا كما هو مخطط له، نحو أهداف أكثر طموحًا، وهي الاحتلال المستمر لأجزاء من القطاع وعودة المستوطنات هناك، وربما ضم الضفة الغربية، هذا هو سبب فرحة المستوطنين في الأيام العشرة الأخيرة.
وتشير الصحيفة إلى طموحات الائتلاف الحكومي الحالي من اليمين المتطرف في وصول ترمب للحكم ليساهم في بسط سيادة إسرائيل على الضفة، مشيرةً إلى أن إدارة ترمب الجديدة تشير إلى ذلك خاصةً وأنهم من مؤيدي الاستيطان.
وتقول الصحيفة، إن إدارة ترمب الجديدة لا تبشر بخير بالنسبة للفلسطينيين، ولكن لا يوجد حل بالنسبة للسلطة الفلسطينية سوى التعامل مع ما ستواجهه من مصير وترى ما يمكن أن يفعله ترمب وإدارته.
وبحسب الصحيفة، لا يوجد أمام الفلسطينيين خيار سوى التمسك بأرضهم والبقاء ورفض التهجير في مواجهة الحرب بغزة وكذلك محاولات فرض السيادة والتوسع الاستيطاني بالضفة.