سن آخر في برغي منظومة الاخلاق العالمية قد تحرك او تحلحل ، بصدور قرار محكمة الجنايات الدولية اعتقال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة إسرائيل التي أقيمت قبل 76 سنة على أراضي فلسطين و عذابات شعبها المسالم ، قتلا و أسرا و تهجيرا و إذلالا ، ما زالت مستمرة حتى ساعة اصدار امر الاعتقال ، بشكل تكثف خلال السنة الأخيرة اثر عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي ، و جعل منها نتنياهو و حكومته ذريعة لتدمير غزة تدميرا شبه كامل على رؤوس أصحابها دون مراعاة لأي من قوانين الحرب و أخلاقها ، و التي جعلت منه – الحرب – مجرم حرب يتوجب اعتقاله و محاكمته و بالتالي إعدامه .
و بغض النظر عمن يمكن ان يصدق تنفيذ ذلك ، فالبرغي المتكلس الصدئى ، ما زالت له أسنانه المهترئة التي تحتاج الى سنوات أخرى عديده لتفكيكها ، الا أن هذا المجرم ، مجرم الحرب ، سيصبح مطلوبا مطرودا لا يستطيع ان يحط في أكثر من 120 دولة في انحاء العالم و لا التحليق في أجوائها أو المخور في مياهها، حتى عندما يفكر الذهاب الى دولة ليست عضوا في محكمة الجنايات .
سيكون السؤال الأول في التحقيق : من هو شريكك في هذا الاجرام ، فهذا ليس اجرام بحق شخص او عائلة او حزب ، بل اجرام شمولي طال على الأقل نحو عشرين ألف طفل ليس لهم من أي ذنب الا انهم ولدوا في هذه البقعة التي تسمى غزة ، حتى جنسيتهم الفلسطينية و ديانتهم الإسلامية ، هي ليست الا جنسية وديانة آبائهم وأجدادهم . لا بد من شركاء في هذا الاجرام ، وزراء و قادة الجيش و الجنرالات و المخططين و المنفذين . سيكون شركاء أيضا من أيدوا هذه الحرب و من دعموا و من تواطئوا ومن حرضوا و من تبرعوا و من كتبوا و من صمتوا ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، و لهذا خرج الناس في الشوارع العالمية و طلبة الجامعات العريقة ، و من ضمنهم من يدينون باليهودية ، رفضا للصمت الشيطاني .
السؤال الثاني هو سلاح الجريمة ، فهذا السلاح ليس سكينا و ليس مسدسا او بندقية ، بل لكي تحدث كل هذا الدمار احتجت لنحو مئة الف طن من المتفجرات ، من اين لك كل هذا الكم النوعي من السلاح . هنا لا بد ان تحضر أمريكا ، بايدن و هاريس و البنتاغون الذي سلّح و المالية التي مولت و ليندا مجلس الامن التي نقضت (رفعت يدها بالفيتو خمس مرات) ، و ماكينة الاعلام التي زورت و روجت ، و الكونغرس الذي تحول من مكان للتشريع الى ساحة للردح و الرقص و التصفيق لهذا المجرم المكين . بدرجة أقل تأتي بريطانيا و فرنسا و المانيا ، و بدرجة أخرى يأتي النظام العربي بسبب من عجزه عن تقديم مساعدات غذائية تكسر طائلة التجويع و أخرى دوائية تكسر طائلة الجروح و عمليات البتر بدون البنج .
من الظلم يا محكمة الجنايات الدولية تحميل كل هذا الكم من جرائم الإبادة المتوحشة لوحش واحد فقط . أما إسرائيل مرؤوسة المجرم نتنياهو ، فلندعها الى حين صدور قرار محكمة العدل الدولية .
نتنياهو وكاتس من محور نتساريم: حماس لن تحكم غزة
19 نوفمبر 2024