أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، جريمة اغتيال فريق الإغاثة الدولي العاملين في المطبخ المركزي العالمي، الذين قضوا في قصف سيارتهم من قبل طائرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي في جريمة حرب جديدة مكتملة الأركان. وقصفت طائرات الاحتلال، صباح اليوم السبت الموافق 30 نوفمبر /تشرين الثاني 2024م، سيارة من نوع جيب تابعة لمنظمة المطبخ العالمي، كانت تسير في شارع صلاح الدين ما بين منطقتي الزنة والسطر الشرقي شرقي مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد 5 فلسطينيين بينهم 3 من العاملين في المنظمة التي تقدم خدمات إنسانية للنازحين المحاصرين في مناطق النزوح ومراكز الإيواء جنوب القطاع.
وهم: عازم جلال أبو دقة، وعاهد عزمي قديح، ومحمد عادل النملة. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف العاملين في المنظمة حيث في الأول من أبريل/ نيسان الماضي، استشهد 7 من موظفي المنظمة ذاتها من جنسيات مختلفة، بينهم "أمريكي وأسترالي وبريطاني وبولندي"، في غارة إسرائيلية استهدفت مركبات الإغاثة الخاصة بالمؤسسة على شارع الرشيد في مدينة دير البلح.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ421، صعّدت القوات الإسرائيلية هجماتها في شمال القطاع ووسطه؛ ولا سيما في النصيرات والمغازي ودير البلح وبيت لاهيا والمشروع، ومدينة غزة ما أسفر عن استشهاد ما يزيد عن 117 فلسطينياً في سلسلة مجازر بشعة وخلال اقل من 24 ساعة، ما يرفع حصيلة الضحايا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى (44,363) فلسطينياً، فيما أصيب (105,070) آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف من الوفيات والضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، فيما لايزال أكثر من 2 مليون نازح قسراً يعيشون جحيم إنساني غير مسبوق ومجاعة حادة جراء عرقلة الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية في جنوب القطاع، فيما تمنع قوات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية لسكان شمال القطاع منذ أكثر من شهرين في مواصلة لتطبيق مخططات إفراغ الشمال من سكانه عبر القتل والمجازر والتجويع وتدمير المنازل والمرافق الصحية والخدمية وإخراج الخدمات الإنسانية عن الخدمة.
وأكدت "حشد"؛ في بيان وصل وكالة "خبر"، على أنّ الاحتلال لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضدّ المدنيين العزل، وضدّ فِرَق الإغاثة الدولية والعاملين في المنظمات الإنسانية حيث وصلت حصيلة الشهداء منهم قرابة 230 في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامّهم الإنسانية وفي إطار سياسات التجويع التي يواصلها الاحتلال بحق سكان غزة الامر الذي يكشف بوضوح تام نية الاحتلال حرمان أهل القطاع المحاصر من الحصول على الغذاء والماء والدواء ودفعهم نحو اليأس من استمرار الحياة في قطاع غزة بفعل سياسات التطهير العرقي والقتل والتدمير والقمع والقهر والترويع الممنهج في إطار جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة وإهلاك أكبر عدد من سكانه.
وأشارت إلى استمرار الجرائم والانتهاكات الجسيمة الإسرائيلية المتعمدة لكافة القوانين والأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي الإنساني التي وفرت حماية خاصة للعاملين في المجال الإنساني، معبرةً عن إدانتها لعدم عجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية واستهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
كما دعت إلى اتخاذ موقف حاسم ومؤثر تجاه هذه الجرائم، مُطالبةً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذا الجريمة البشعة، وإجراء تحقيق عاجل وجدي ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم الدولية، وفرض العقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي. وجددت مطالبتها للمجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائم الإبادة الجماعية والامتثال التام لكافة قرارات مجلس الأمن بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وتدابير محكمة العدل الدولية، وضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، وحماية كافة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، لما يقومون به من جهود إنسانية مهمة لتخفيف وطأة الأزمة الكارثية الإنسانية التي يشهدها سكان القطاع جراء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 14 شهراً على التوالي.