أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أن دولة الاحتلال ترتكب خطوة تصعيدية جديدة في إطار سياستها المستمرة لتفتيت شمال قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا، من خلال إنشاء ممر عسكري جديد في شمال القطاع، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تنم عن تصعيد خطير، وتكشف عن استمرار نهج الاحتلال المبني على الإبادة والتطهير العرقي لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية.
وقال دلياني، في تصريح وصل وكالة "خبر": "إن إقامة محور عسكري يمتد على طول 9 كيلومترات يفصل بين مناطق شمال غزة يعد خطوة جديدة في مشروع الاحتلال الاستعماري والإبادي. الصور الفضائية أظهرت دمارًا واسعًا طال مئات المباني السكنية، بينما أجبر عشرات الآلاف من سكان الشمال على النزوح القسري منذ أكتوبر الماضي.
في الوقت نفسه، يبقى هناك ما يقارب 65,000 مدني فلسطيني محاصرين في ظروف إنسانية كارثية تحت حصار غير إنساني، في ظل غياب تام للمساعدات الإنسانية منذ أكثر من 40 يومًا، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من خطر مجاعة وشيكة في هذه المناطق".
وأضاف دلياني: "إن هذه التقسيمات العسكرية هي خطوات أولية ضمن مخطط استيطاني واسع يسعى إلى فرض واقع استعماري دائم"؛ مشيراً إلى أن هذا المخطط يستند إلى سياسات إبادة جماعية تهدف لمعاقبة شعبنا الفلسطيني جماعيًا عبر التجويع والتهجير.
وأوضح أن "المحور العسكري الجديد الذي يُقسم شمال قطاع غزة ليس إلا استمرارًا لنهج الاحتلال الاستعماري الذي شهدته غزة سابقًا، حيث تم تنفيذ تقسيمات مماثلة مثل ‘نتساريم’ و‘فيلادلفيا’، بهدف التحكم في حياة أبناء شعبنا.
وتابع: 'اليوم، تُعاد تلك التكتيكات نفسها ضمن مساعٍ لتوسيع المشروع الاستيطاني على حساب شعبنا الفلسطيني".
وفي ختام حديثه، شدّد دلياني، على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات فاعلة لوقف هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق شعبنا، مُعتبراً أن استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم لن يؤدي فقط إلى مزيد من فقدان الأرواح البريئة، بل سيترك وصمة عار على ضمير الإنسانية وعلى مبادئ العدالة العالمية.