وضعت السعودية قدماً على درب الكبار ممن نالوا شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم، البطولة التي استضافها عدد محدود من البلدان على مستوى العالم منذ انطلاق نسختها الأولى عام 1930.
وحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في اجتماع اليوم الأربعاء استضافة السعودية لنسخة 2034 من كأس العالم، والتي ستكون بمثابة تحدٍ كبير أعلنت المملكة جاهزيتها له من خلال إمكانيات ضخمة وخبرات تنظيمية سابقة لفعاليات ومنافسات عالمية.
وتأتي استضافة السعودية لنسخة المونديال عام 2034، مدعومة بالخبرات السابقة في تنظيم العديد من البطولات، حيث أصبح البلد العربي الخليجي وجهة الكثير من الأحداث يأتي من بينها كأس السوبر الإيطالي، في نسخة 2018، وتبعه في العام التالي إقامة كأس السوبر الإسباني بمشاركة 4 فرق للمرة الأولى في تاريخ البطولة، بالإضافة إلى إقامة بطولة "سوبر كلاسيكو" بين الأرجنتين والبرازيل في الرياض وجدة.
بداية عالمية
عرفت السعودية بداية موفقة في استضافة الأحداث الكروية العالمية، انطلاقا من بطولة كأس العالم للشباب 1989، والتي كانت شاهدة على انطلاقة بعض النجوم سواء من الأخضر مثل فؤاد أنور وفهد المهلل أو من نجوم عالميين مثل ليوناردو مع البرازيل ودييجو سيميوني مع الأرجنتين، وفيرناندو كوتو "البرتغال" وسانتي كانيزاريس وإسماعيل أورزايس مع إسبانيا.
ثم زادت الثقة العالمية في قدرات المملكة التنظيمية لتستضيف كأس القارات باستضافة نسخة 1992 ثم 95 و97، بمشاركة كوكبة من نجوم أبطال قارات العالم.
رياضات متنوعة
الأمر لا يتعلق فقط بكرة القدم فقد استضافت السعودية سباق "طواف السعودية 2022"، بمشاركة 15 فريقا على مستوى العالم من 10 دول، كما استضافت ختام منافسات سباق "ديزرت إكس بري" في مدينة نيوم، في افتتاح الموسم الثاني من سلسلة سباقات "إكستريم إي" للسيارات الكهربائية رباعية الدفع، بجانب تنظيم سباق جائزة السعودية الكبرى (إس.تي.سي) فورمولا-1، على حلبة كورنيش جدة .
كما سبق أن فازت السعودية باستضافة رالي داكار الصحراوي الشهير لعشرة أعوام بالإضافة إلى فورمولا-إي في الدرعية منذ 2018 وفورمولا-1 منذ عام 2021.
نزالات الألعاب القتالية أيضا كانت حاضرة بما لها من شعبية وجماهيرية حيث استضافة الدرعية وجدة نزالين تاريخيين في الملاكمة بين البريطاني أنتوني جوشوا والأمريكي أندي رويز جونيور في النزال الأول، بينما تواجه في الأخير اللاعب البريطاني أمام الأوكراني أولكساندر أوسيك.
واستضافت الرياض مؤخرا دورة الألعاب العالمية للفنون القتالية 2023، كما تستعد لتنظيم دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية العام المُقبل وكأس أمم آسيا لكرة القدم 2027، إضافة لتنظيم العديد من مباريات التجمع لدوري أبطال آسيا ومباريات كأس الاتحاد الاسيوي.
حتى على مستوى منافسات الأندية فقد اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، السعودية لاستقبال الأدوار النهائية من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة عامي 2024 و 2025 حيث يتم لعب تلك الأدوار بنظام الدورة المجمعة بين فرق شرق وغرب القارة.
كذلك تتأهب السعودية لتنظيم أكبر حدثين آسيويين باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية "تروجينا 2029" ودورة الألعاب الآسيوية (آسياد 2034).
ويعد قطاع الرياضة أحد أهم أركان رؤية "المملكة 2030"، خاصة أن المستهدف منه ليس تطوير الرياضة في البلاد فقط من حيث المنافسة على البطولات القارية والعالمية أو استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى في مختلف الألعاب فقط، بل إنه يستهدف التعريف بجودة الحياة في المملكة وتحقيق مستهدفات تتعلق بالجذب السياحي لمجتمع نابض بالحياة وبيئة مستدامة.
أيضا المنافسات المحلية شهدت طفرة غير مسبوقة بتعاقدات قياسية مع نجوم عالميين بدأت في يناير/كانون الثاني 2023 بضم البرتغالي كريستيانو رونالدو أسطورة ريال مدريد السابق، وتجاوزت قيمة دوري روشن للمحترفين التسويقية حاجز المليار دولار.
كما تم تدشين أول دوري لكرة الطائرة النسائية بمشاركة 8 أندية و112 لاعبة، وحققت المملكة خلال عام 2023 إنجازات رياضية عالمية وذلك في 8 بطولات عالمية شاركت فيها السعودية في رياضات متعددة، من بينها الجودو، الملاكمة، الكاراتيه، البلياردو وألعاب القوى.
وانعكس التطور أيضا على دوري الدرجة الأولى السعودي للمحترفين (دوري يلو) الذي أضحى تنافسيا بشكل كبير، عقب مشروع خصخصة الأندية، كحدث رياضي بارز خلال عام 2023، والذي أعلنته وزارة الرياضة السعودية في وقت سابق، ما يتيح للقطاع الخاص تطوير المنشآت والمرافق بالأندية بشكل كبير وجعلها منافسة بقوة.