أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أن القيم الاجتماعية التي تسود في مجتمع دولة الاحتلال تمثل تجسيدًا صريحًا لأيديولوجيا صهيونية تقوم على الإبادة الجماعية والتفوق العنصري.
وأوضح دلياني، في تصريح وصل وكالة "خبر"، أن هذه القيم لا تقتصر على تعزيز سياسات القمع والاضطهاد ضد شعبنا الفلسطيني فقط، بل تمتد إلى انتهاك صارخ لأبسط مبادئ العدالة وكرامة الإنسان.
وأشار إلى أن "ترسيخ هذه الأيديولوجيا الصهيونية المنفصلة عن أي قيم إنسانية، سواء في النظام التعليمي أو المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال، يعكس مستوى مروعًا من الانحدار الأخلاقي في العصر الحديث. هذه القيم تُغذي ثقافة الإبادة الجماعية والمعاناة الجماعية، وتطمس كل ما تبقى من معايير الإنسانية".
وسلط الضوء على المحتوى المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دولة الاحتلال، الذي يُظهر افتخارًا واضحًا بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في غزة، وجرائم الإرهاب في الضفة الفلسطينية.
وأكد على أن هذا النوع من الخطابات يعكس تطبيعًا خطيرًا مع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، حيث يتم تصوير هذه الجرائم كقيم وطنية يتم التفاخر بها.
واستشهد دلياني، بمثال صارخ لهذا الانحدار الأخلاقي، من خلال الإشادات العلنية التي قُدمت في جنازة الجندي الإسرائيلي أفراهام بن بنحاس. وبيّن أن أحد أصدقاء الجندي وصف بفخر الجرائم المروعة التي ارتكبها الأخير في غزة، بدءًا من القصف العشوائي وصولًا إلى سحق الأطفال تحت جنازير الدبابات.
ولفت إلى أن مثل هذه الجرائم، التي يتم التفاخر في دولة الاحتلال بها دون أي شعور بالخزي، تعكس مدى التطبيع المجتمعي في دولة الاحتلال مع ثقافة الإبادة الجماعية.
وشدّد دلياني، على أن هذا الواقع ليس استثناءً بل يمثل انعكاسًا لنظام فكري متأصل في المجتمع الإسرائيلي، يقوم على محو الوجود الفلسطيني، وتعامل مع جرائم الحرب كواجبات "وطنية" تفرضها أيديولوجيا إقصائية قائمة على الإبادة والتفوق العنصري.
ونوّه إلى أن محاولات قليلة من نواب اليسار الإسرائيلي لإدانة تمجيد الإبادة الجماعية، تُواجه بقمع مجتمعي ساحق. فالمجتمع الإسرائيلي بات يرسخ عقيدة عدوانية تحوّل انتهاك حقوق شعبنا إلى "شرف وطني" يُفتخر به.
وفي ختام حديثه، أكد دلياني، على أن "الدعم المستمر الذي تقدمه الحكومات الغربية لدولة الاحتلال، رغم التناقض الصارخ مع القيم التي تدّعي الدفاع عنها، لا يقتصر فقط على المشاركة في الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني، بل يهدد أيضًا بنسف مصداقيتها الأخلاقية وتقويض المبادئ العالمية لحقوق الإنسان".