زعم مسؤول "إسرائيلي" مطّلع على المفاوضات، اليوم الأربعاء، أنّه يتم العمل على تضييق الفجوات باستمرار في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، لافتاً في ذات الوقت إلى وجود فجوات كبيرة.
وقال في حديثٍ نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية: "إنَّ حركة حماس أبدت استعدادها لنفي أسرى مُدانين بالقتل إلى دولة ثالثة"، مُبيّناً أنَّ الولايات المتحدة تُعبر عن تفاؤلها في هذا الأمر وتسعى للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الشهر، وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
كما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مصادر إسرائيلية، قولها إنَّ "حركة حماس وإسرائيل قريبتان جداً من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة تبادل"، مُشيرةً إلى أنَّ اتفاق الصفقة بين الطرفين معقّد للغاية، ولم يتم الانتهاء من كافة تفاصيله حتى اللحظة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد كشفت في وقتٍ سابق أنَّ التقدم الأخير في المفاوضات لم يُفضِ إلى "اختراق"، مع استمرار الخلاف حول قضايا محورية أبرزها الوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين "فيلادلفي"، ومخطط تبادل الأسرى وعدد الأسرى الذين قد تشملهم الصفقة.
أما موقع "واللا" فقد نقل عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم: "إنَّ الفجوات لا تزال كبيرة، وإنَّ التوصل إلى اتفاق في الوقت القريب غير متوقع".
كذلك نقل الموقع عن أحد المسؤولين، قوله: "إنَّ حماس تصر على أنّ أيّ صفقة للأسرى يجب أن تؤدي إلى إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل".
وفي السياق ذاته زعم مصدر آخر، أنَّ التصريحات المتفائلة لبعض الوزراء، مثل تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشأن تقدم المفاوضات، مُبالغ فيها وتُضلل الرأي العام وتُعقّد المفاوضات الجارية.
وأيضاً بحسب القناة 13 العبرية، فإنَّ المباحثات الحالية تشمل اتفاقاً متعدد المراحل، بحيث يشمل إطلاق سراح ما وصفته بـ"الفئة الإنسانية" من الأسرى أولًا، مع وقف إطلاق النار لمدة تصل إلى 42 يوماً، وانسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من مناطق مأهولة في القطاع، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وأوضحت أنَّ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزّة يشمل بشكل شبه كامل محور "فيلادلفي" و"نيتساريم"، مع الإبقاء على وجود إسرائيلي محدود، الأمر الذي يرفضه العديد من شركاء بنيامين نتنياهو في الحكومة وقد يؤدي إلى عرقلة المفاوضات.
وعلى الرغم من "الإشارات الإيجابية" التي بثتها إسرائيل مؤخراً، أكّدت المصادر الإسرائيلية لـ"واللا" العبري، على أنَّ بعض الفجوات لا يمكن تجاوزها عبر المباحثات الجارية في الدوحة، وتتطلب قرارات من القيادات السياسية في كلا الجانبين.
وتتجه الأنظار نحو القاهرة أملاً في التوصّل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزّة هذا الشهر، أي قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، الذي سبق أنّ قال إنَّ عدم الإفراج عن المحتجزين في غزة قبل تولي منصبة سيكون جحيماً على المنطقة، وفق وصفه.
يُشار إلى أنَّ قوات الاحتلال تُواصل عدوانها على قطاع غزّة جواً وبراً وبحراً منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد 45,059 مواطناً، وإصابة 107,041 مواطناً، في حصيلة غير نهائية مع وجود آلاف الشهداء تحت الأنقاض.