جنين بلا حل... بوابة مجانية للاحتلال

تنزيل (10).jpeg
حجم الخط

الكاتب: نبيل عمرو

 

 

 

أين الذي كنّا نتباهى به كفلسطينيين من ذكاءٍ ودهاء، وخروجٍ من المآزق والكوارث؟

أين العقلانية التي كانت معروفة عنّا، ولكنها فيما يبدو غادرتنا باستمرار الانقسام الكبير والخطير، واستمرار الاشتباك المسلح في جنين؟

ألم تتجاوز مسيرتنا الوطنية تحدياتٍ أكبر وأعمق، خرجنا منها بإعمال العقل وحسن التصرف؟

كل انشقاقٍ تعرضنا له كان الداعمون له أكبر وأقوى منّا في الجغرافيا والمال والسلاح، وتمكّنا من تجاوزه والتغلب عليه، فاستعدنا وحدتنا وقوة تأثيرنا، وعزلنا المنشقين في هامشٍ ضيقٍ يكاد لا يُرى في الواقع والتاريخ.

والآن... ونحن على أرض وطننا وبين شعبنا وأمام تهديدٍ إسرائيلي مباشر لوجودنا وحقوقنا وحاضرنا ومستقبلنا، لا نجد حلاً لما يجري في جنين، مع مخاوفنا جميعاً بأن يتطور "لا سمح الله" بالامتداد إلى أماكن أخرى، إن لم يكن الآن ففي قادم الأيام.

إن استمرار ما يجري في جنين دون حلٍ نهائي، هو فتح بوابةٍ مجانيةٍ وخطرةٍ للاحتلال، الذي لا يكتفي بمراقبة ما يجري، انتظاراً للحظة تدخلٍ مباشر، بل إنه يتدخل في كل مكانٍ وبما هو أوسع بكثير مما كان التدخل عليه زمن الاحتلال الصريح والمباشر.

أين العقل فيما يجري؟ وكيف غاب عن الحل؟

هذا سؤالٌ للسلطة المسؤولة رسمياً عن الحال الفلسطيني، وللقوى التي تتصدر المشهد القيادي الفلسطيني بالفعل أو الادعاء، وللمجتمع المدني الذي يملأ البلد طولاً وعرضاً بمؤسساته وشخوصه وقياداته، أين ذلك كله؟

أم أننا كما فعلنا بشأن الانقسام ننتظر طرفاً ثالثاً ينوب عنا في الحل، كما لو أننا تعودنا على أن كل أمرٍ يخصنا لابد وأن تأتي حلوله من الخارج؟

الوضع في جنين ووضعنا الداخلي عموماً لا حلّ له إلا بأيدينا.

كيف؟ لتتوجه كل هذه القوى والفعاليات إلى جنين، لتوقف الاقتتال هناك، وتؤسس عهد شرفٍ بأن لا يتكرر لا في جنين ولا في أي مكان على أرض الوطن، ذلك ضمن ورشة جدية لإصلاحٍ شامل لحالنا الوطني، هذا الإصلاح الذي تم التحايل عليه بالقطعة، وآن الأوان لأن نقدم عليه كاملاً وشاملاً وبلا إبطاء.