ذكرت مصادر محلية، أن موكب بطريرك الأرمن الأرثوذكس في القدس وسائر الأراضي المقدسة نورهان مانوغيان، وصل ظهر يوم السبت، إلى مدينة بيت لحم، إيذانا بإحياء الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية عيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس حسب التقويم الأرمني.
وأشارت إلى أنه تم استقبال الموكب وفق "الستاتيكو" المعتمد، في مراسم دينية رسمية خلت من مظاهر البهجة المعتادة، إذ أُلغي هذا العام كافة أشكال الاحتفالات بسبب الحزن العميق الذي تعيشه فلسطين، خاصة مدينة بيت لحم، تضامنا مع أهالي قطاع غزة الذين يعانون من حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
وبدوره، أكد رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، في تصريح صحفي اليوم، على أن قرار إلغاء المظاهر الاحتفالية يعكس حالة الحزن العام التي تخيم على المدينة، قائلا: "بيت لحم، مدينة السلام، لا يمكن أن تحتفل في وقت يعاني فيه أهلنا في غزة من عدوان وحشي لا يتوقف، اخترنا أن تكون احتفالات هذا العام محدودة ومقتصرة على الطقوس الدينية الأساسية، تأكيدا على تضامننا الكامل مع غزة وإيماننا بمعاني الميلاد الحقيقية المتمثلة في المحبة والعدل والسلام".
وأوضح سلمان أن بيت لحم ليست فقط مدينة مقدسة، لكنها نموذج للوحدة الوطنية التي تجمع بين الفلسطينيين بمختلف طوائفهم.
وأضاف: "المسيحيون والمسلمون في بيت لحم يقفون معا في وجه العدوان، ويؤكدون أن فلسطين واحدة، شعبها واحد، وآلامها واحدة".
وتابع سلمان: "رسالتنا للعالم واضحة؛ رغم الحزن والجراح، فإن إرادة شعبنا لن تُكسر، سنظل نحتفل بمعاني الميلاد الحقيقية، حتى نعيش جميعًا في حرية وسلام".
وفي كنيسة المهد، حيث أقيمت مراسم دينية لهذه المناسبة، دعا أحد رجال الدين الأرمن إلى الصلاة من أجل إحلال السلام في الأرض المقدسة، مشددا على أن الكنيسة الأرمنية تدين العدوان الإسرائيلي وتدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وقال: "رسالة الميلاد الحقيقية هي رسالة سلام ومحبة، وهو ما نفتقده اليوم وسط هذا الظلم الذي يعاني منه الأبرياء في غزة".
رغم الأجواء القاتمة، أكد أهالي المدينة تصميمهم على الصمود في وجه الاحتلال، معتبرين أن إحياء عيد الميلاد، حتى بأبسط صوره، يعبر عن تمسكهم بالحياة وبحقهم في الحرية والكرامة.
بهذا، تختتم الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في فلسطين أعياد الميلاد المجيدة، التي بدأت بالتقويم الغربي ثم الشرقي.