بقلم: يوسي يهوشع
بعد شطب «النووي» الإيراني من رأس قائمة التهديدات على اسرائيل أصبح «حزب الله» التهديد المركزي على الحدود الشمالية وعلى الدولة بأسرها، وأصبح الجيش الاسرائيلي تحت قيادة رئيس الاركان، جادي آيزنكوت، يستعد لذلك. الفرضية الاساس هي أن ليس لـ»حزب الله» مصلحة الآن على الاقل في حرب لبنان الثالثة. فنشاطه ينتشر من اليمن وحتى سورية – حيث يتواجد نحو 7 آلاف من مقاتليه، وهناك تكبد أكثر من 1.300 قتيل في الحرب الاهلية.
ومع أن المنظمة تراكم تجربة عملياتية كبيرة في كل المجالات، ألا أنها في هذا الوقت لم تغير انتشارها في مواجهة الجيش الاسرائيلي ولا في أي موقع. ويتضمن التهديد من جانب «حزب الله» قدرات لاطلاق ضربة نارية مهمة نحو اسرائيل بمقدار 100 ألف صاروخ بوتيرة نارية تبلغ 1.200 صاروخ في اليوم، من بطاريات اطلاق النار المنتشرة والمخفية جيدا في عشرات القرى في جنوب لبنان. والخطوة الاخرى التي تحدث عنها نصر الله هي احتلال الجليل. ولا يدور الحديث عن عمل تقوم به فرق عسكرية تتوغل في اعماق الاراضي الاسرائيلية، بل السيطرة على بلدات مجاورة للجدار – ومثل هذه يوجد الكثير على طول خط الحدود الشمالية. ومن يعرف الجبهة يعرف ألا حاجة للمنظمة للانفاق كي تتوغل الى البلدات، وحتى قبل الانتشار الجديد في قيادة المنطقة الشمالية كان يمكن عمل ذلك بسهولة كبيرة.
ويستعد الجيش الاسرائيلي باستراتيجية عمل تشمل ثلاثة ابعاد: ضربة نارية دقيقة، واسعة، وغير متوازنة؛ بناء عائق دفاعي على طول خط الاشتباك وتحريك سريع للفرق العسكرية الى جنوب لبنان. حرب لبنان الثانية التي اندلعت في صيف 2006 استمرت 33 يوما – أكثر بكثير مما يمكن لاسرائيل أن تحتمله في مواجهة ضربات الصواريخ التي تغطي كل نقطة في الدولة، بوتيرة نارية مدوية.
ومن أجل التصدي للتهديد تم تطوير منظومة الدفاع الجوي ببطاريات القبة الحديدة، وبمنظومة العصا السحرية، التي ستصبح قريبا عملياتية، وبمنظومة «حيتس». اضافة الى ذلك، تجري هذه الايام مناورة دفاع جوي مشتركة مع الأميركيين. قسم مهم على نحو خاص في القدرات الاسرائيلية هو الاستخبارات الدقيقة مع آلاف الاهداف «النوعية» التي جمعت في بنك الاهداف على طول العقد الماضي – مقارنة بـ 200 هدف فقط كان للجيش الاسرائيلي مع الخروج الى حرب لبنان الثانية. كما أن القدرات الهجومية تحسنت بشكل دراماتيكي من الحرب السابقة، وقد شرح ضابط كبير في سلاح الجو بانه مع القدرات الجديدة يمكن تنفيذ كل غارات سلاح الجو في لبنان الثانية في غضون وقت قصير – وبجودة أعلى بعدة اضعاف.
«هذه قوة نارية لم يسبق ان كانت لنا ابدا»، يقول الضابط الكبير، «وفي مثل هذه المواجهة، التي ستتعرض فيها الجبهة الداخلية للهجوم، سترفع كل القيود. لن نهاتف البيوت قبل أن نهاجمها». وعلى حد قوله، فان تعاظم قوة «حزب الله» تجعله أكثر هشاشة، وتكشف نقاط ضعف جديدة. كما قال رئيس الاركان هو الآخر بان «حزب الله» سيفاجأ بقدرة التسلل الاستخباري للجيش الاسرائيلي. الخطوة الثانية المهمة هي بناء خط دفاع. كل من يسافر على طول الحدود الشمالية لا يمكنه أن يتجاهل المحور الجديد الذي شق في الجبال المجاورة للبلدات المحاذية للجدار. وهذا الاسبوع انتهى مشروع ثالث كهذا لبناء عائق امام بلدات متات – على طول 1.700 متر وبارتفاع يصل حتى 10 امتار – غايته منع تسلل القوات الخاصة من «حزب الله» من وحدة الرضوان الى البلدات.
وبالتوازي يبني الجيش الاسرائيلي سلسلة من العوائق الاخرى امام البلدات كي يحميها بالشكل الافضل. الفكرة هي ان القوات المهاجمة ستتعرقل بسبب العوائق، الامر الذي يسمح لقوات الدفاع بالانتشار والهجوم. وحسب التهديدات، سيصل «حزب الله» الى البلدات بقوات كبيرة من عشرات المسلحين – ما يخفض السرية وفرص النجاح. في الجيش الاسرائيلي يعتقدون ان «حزب الله» لا يحتاج الى الانفاق، سواء بسبب ظروف الارض القاسية ام بسبب قدرة الوصول السريعة الى بلدات مثل شتولا، متولا، وشلومي – التي لا تبعد الا مئات الامتار عن الجدار.
الخطوة الثالثة للجيش الاسرائيلي هي تعزيز التحرك العسكري البري – الذي لم ينجح في حرب لبنان الثانية. تفوُّق الجيش الاسرائيلي ليس واضحا مثلما في العمل الجوي المسنود بالمعلومات الاستخبارية المسبقة. اضافة الى ذلك، في حالة المواجهة يحتمل أن تكون منطقة الشمال عرضة لمئات الصواريخ اليومية، وبالتالي فقد بنيت خطة اخرى لاخلاء البلدات اثناء الحرب. عن «يديعوت»