تحوّل الحديث الإسرائيلي عن فرض شكل "اليوم التالي" في قطاع غزة بعد الحرب بعيدًا عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى صراع داخلي لترتيب "اليوم التالي" للحرب داخل "إسرائيل".
ويرى مراقبون للشأن الإسرائيلي أن مرحلة اليوم التالي للحرب، التي كان يسعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لخلقها في غزة عبر إيجاد بديل لحركة حماس فشلت فشلاً ذريعاً، وبدلاً من ذلك تبلور اليوم التالي للحرب داخل الائتلاف الحكومي الذي باتت تعصف به الأزمات.
وهدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسليئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، بحل الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة حال رفضت أحزاب المتدينين التصويت لصالح قانون التجنيد الجديد لطلاب المدارس الدينية.
وقال سموتريتش، في كلمة له بالكنيست اليوم،، إنه يأمل بإمكانية إزالة العقبات أمام إقرار قانون التجنيد الجديد، محذّرًا من أنه "في حال الفشل في ذلك فيتوجب تمرير الميزانية أولًا وبعدها حل الكنيست والذهاب نحو انتخابات مبكرة".
في حين عقّبت مصادر في حزب المتدينين "يهدوات هتوراة" على تهديد سموتريتش قائلة إن الأمور تبدو أقرب إلى حل الحكومة والذهاب نحو انتخابات مبكرة.
وقالت المصادر في حزب المتدينين: "يعتقد وزير المالية أننا سنصوت على مشروع الميزانية قبل الانتخابات وبدون قانون تجنيد.. هذا لن يحصل".
وتأتي تصريحات سموتريتش بعد يوم واحد من منح زعيم حزب شاس الديني " آريه درعي" مهلة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالانتهاء من قانون الإعفاء من التجنيد للمتدينين خلال شهرين؛ وإلا فسيتم الذهاب نحو الانتخابات.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام من انسحاب حزب "عوتسما يهوديت" الذي يتزعمه إيتمار بن غفير من الائتلاف الحكومي ردًا على إقرار الصفقة؛ الأمر الذي أضعف الائتلاف بشكل كبير وبات أقرب للتفكك.
ودأبت أحزاب المعارضة الإسرائيلية إلى الدعوة للإطاحة بالحكومة الحالية بسبب فشلها في منع هجوم السابع من أكتوبر، وتداعياته الاستراتيجية على الكيان، لكنها استعدت لتقديم "شبكة أمان" لنتنياهو حتى تمرير الصفقة.