من هو الشهيد محمد الضيف.. القائد الغامض لكتائب القسام وأسطورة المقاومة

04107727401197035832827713513717.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

 وُلِد محمد الضيف في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية القبيبة قضاء الرملة في الداخل المحتل، ونشأ في بيئة متواضعة، وعاش معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، مما شكل وعيه السياسي في سن مبكرة.

التحق بجامعة الإسلامية في غزة ودرس العلوم، لكنه انخرط سريعًا في صفوف حركة حماس خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993). تدرج في العمل المقاوم ضمن كتائب القسام، حيث كان من أوائل من انضموا للجناح العسكري، واشتهر بمهاراته في الإعداد والتخطيط العسكري.

دوره في المقاومة وتطوير العمل العسكري

يُعَد محمد الضيف أحد العقول المدبرة لتطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، حيث قاد عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان له دور أساسي في تطوير الصناعات العسكرية المحلية لكتائب القسام، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والأنفاق الهجومية.

أبرز إنجازاته العسكرية:

تطوير قدرات الصواريخ وإطلاقها على العمق الإسرائيلي.

الإشراف على حفر الأنفاق القتالية التي استخدمت في عمليات نوعية ضد الاحتلال.

تنفيذ عمليات كبيرة ضد الاحتلال، أبرزها عمليات التفجيرات الفدائية في التسعينيات.

قيادة المقاومة في حروب غزة المتعاقبة (2008، 2012، 2014، 2021، 2023).

محاولات اغتياله ونجاته الأسطورية

تعرض محمد الضيف لأكثر من خمس محاولات اغتيال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنه نجا منها جميعًا، مما زاد من غموض شخصيته وأسطورته في الشارع الفلسطيني والعربي. أدت إحدى المحاولات إلى إصابته بجروح بالغة، وتداولت تقارير غير مؤكدة عن فقدانه لأحد أطرافه أو إصابته بإعاقات دائمة، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة قيادة القسام بقبضة حديدية.

شخصيته الغامضة وأثره في الصراع
يعد محمد الضيف أحد أكثر القادة الفلسطينيين سريةً وغموضًا، حيث لم يظهر علنًا منذ سنوات طويلة، وتُستخدم صوره القديمة فقط في وسائل الإعلام. لا توجد معلومات دقيقة عن مكان وجوده أو تحركاته، ويُعرف بلقب "الشبح" بسبب اختفائه الدائم عن أعين الاحتلال وأجهزة المخابرات.

يتمتع الضيف بشعبية واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية، إذ يُنظر إليه كرمز للمقاومة والثبات، خاصة بعد الإخفاقات المتكررة للاحتلال في اغتياله أو كسر شوكة كتائب القسام تحت قيادته.

استشهاده وإرثه المقاوم
في 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام على لسان ناطقها العسكري أبو عبيدة، استشهاد القائد محمد الضيف إلى جانب عدد من كبار قادة المقاومة، في ضربة كبيرة للمقاومة الفلسطينية. ورغم ذلك، أكد البيان أن المقاومة لن تتوقف، وستواصل مسيرتها حتى تحرير فلسطين.

رحل الضيف جسدًا، لكنه ترك إرثًا كبيرًا في العمل المقاوم، حيث ساهم في بناء منظومة عسكرية متطورة أصبحت اليوم كابوسًا حقيقيًا للاحتلال الإسرائيلي.

يبقى محمد الضيف شخصية استثنائية في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث جسّد معاني التضحية والصمود، واستطاع أن يقود واحدة من أقوى حركات المقاومة ضد الاحتلال.

اغتياله لن يكون نهاية المعركة، بل قد يكون بداية لمرحلة جديدة من المواجهة، حيث يبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفلسطينيين كـ "القائد الذي لا يُهزم".