اتخذت العلاقات بين موسكو وأنقرة منعطفا جديدا، إذ خفضت غازبروم إمدادات الغاز إلى تركيا بنحو الربع بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع المستوردين الأتراك على الحسم المقدم من سعر الغاز.
وتراجعت توريدات الغاز الروسي عبر خط أنابيب نقل الغاز الروسي "خط البلقان"، الذي ينقل نحو 50% من إجمالي صادرات روسيا من الغاز إلى تركيا، بنسبة 23% منذ مطلع الشهر الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات مشغل الغاز البلغاري "بلغاريا ترانس غاز".
وقالت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" إن انخفاض إمدادات الغاز الروسي جرت ملاحظته في الـ 10 من شهر فبراير/شباط الجاري، حينها تراجعت أحجام الإمدادات بنحو 10%.
وعزت صحيفة "كوميرسانت" الروسية هذا الانخفاض لخلاف بشأن الأسعار بين "غازبروم" الروسية والمستوردين من القطاع الخاص في تركيا. وكانت شركة الغاز الروسية منحت المستوردين الأتراك العام الماضي حسما مقداره 10.25% من سعر الغاز الطبيعي المورد، لكنها ألغت هذا الخصم في العام الجاري في ظل هبوط أسعار الغاز في الأسواق العالمية إلى مستويات قياسية متدنية.
وقالت "كوميرسانت" نقلا عن مصدر روسي إن "غازبروم" أوقفت العمل بالحسم منذ بداية العام الجاري، لذلك توجب على المستوردين الأتراك سداد ثمن الغاز المورد في شهر يناير/كانون لثاني الماضي بناء على سعر الغاز من دون حسم، ولكنهم قاموا بالسداد بناء على الأسعار المخفضة. ونتيجة ذلك خفضت "غازبروم" حجم توريداتها إلى تركيا.
وتقوم روسيا بتلبية أكثر من نصف احتياجات الغاز في تركيا، ويجري توريد الغاز الطبيعي إلى تركيا عبر خطين أحدهما تقليدي "خط البلقان" يمر عبر أراضي أوكرانيا ومولدوفا ورومانيا وبلغاريا ثم تركيا، أما الأخر فهو خط أنابيب "السيل الأزرق" أو ما يعرف بـ "بلو ستريم" المخصص لتوريد الغاز الطبيعي الروسي مباشرة إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود، متجنبا المرور في أراضي دولة ثالثة.
وتأزمت العلاقات بين موسكو، وأنقرة، بعدما قام سلاح الجو التركي بإسقاط قاذفة روسية فوق سوريا في الـ 24 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتصف موسكو هذا العمل بـ "الطعنة في الظهر"، وتفرض قيودا اقتصادية ضد تركيا.