كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، أنَّ الرئيس دونالد ترامب، سيُركز خلال لقائه المرتقب مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق من مساء الثلاثاء، على بحث المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ومسار التطبيع الإقليمي.
وحاول المسؤول الأمريكي، خلال إحاطة صحافية قدمها اليوم الثلاثاء، تبرير دعوات الرئيس الأميركي للترحيل القسري لسكان قطاع غزّة، بزعم أنَّ القطاع منطقة دمار شامل، وأنَّ إعادة إعمارها قد تستغرق أكثر من عقد.
وقال المسؤول الأميركي: "إنَّ ترامب سيبحث مع نتنياهو ضمان عدم استمرار حكم حركة حماس في القطاع"، لافتاً إلى أنَّ واشنطن تسعى للاستفادة من انتهاء الحرب لدفع مسار التطبيع الإقليمي بين "إسرائيل" ودول عربية.
أما عن دعوات الترحيل القسري للفلسطينيين من قطاع غزة التي كررها ترامب مؤخراً، زعم المسؤول الأميركي، أنَّ ترامب يرى القطاع منطقة مدمرة، وأنَّ إعادة بنائه لن تكون ممكنة خلال ثلاث أو خمس سنوات، بل قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاماً.
وبرر المسؤول دعوات الرئيس الأميركي بالقول: "إنَّ ترامب لا يرى أنّه من الإنساني إجبار السكان على العيش وسط الأنقاض ومخلفات الحرب"، لافتاً إلى أنَّ ترامب "يبحث عن حلول تتيح لسكان غزة حياة طبيعية خلال إعادة الإعمار".
وقال المسؤول: "إنَّ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عاد من زيارته لغزة وهو مذهول مما شاهده هناك"، مُردفاً: "الوضع غير صالح للعيش، ونحن تواصلنا مع الدول العربية للعمل على إيجاد للأشخاص هناك".
وأكّد على أنَّ الولايات المتحدة لا تنوي التحرك منفردة بهذا الشأن، بل تحتاج إلى تعاون إقليمي لضمان حياة كريمة لسكان غزة، لافتاً إلى أنَّ ترامب لا يريد استمرار حكم حماس في غزة، وهذا أحد الأهداف الرئيسية التي ستناقش في اللقاء مع نتنياهو.
وأكمل: "ترامب ونتنياهو سيبحثان اليوم الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان"، كاشفاً أنَّ "ترامب ونتنياهو سيناقشان المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، وكذلك "إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية".
وبيّن أنَّ إدارة ترامب تسعى إلى إلغاء وتصحيح العديد من القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، في المنطقة، مُعتبراً أنّه مع قيادة ترامب تتحسن الشراكة التاريخية مع إسرائيل بسرعة كبيرة.
ومن المقرر أنّ يُعقد اللقاء بين ترامب ونتنياهو في وقت لاحق من مساء اليوم الثلاثاء "في الساعة 23:00 بتوقيت القدس"، وسط ترقب لمخرجاته في ظل بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في غزة، والتكهنات حول مستقبل غزة ومسار التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية.
ويبدو أنَّ ترامب مصمم على ترسيخ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، وكذلك بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، لكِن في المقابل يسعى نتنياهو خلال زيارته، التي تمتدّ إلى نهاية الأسبوع الجاري، إلى تقييم كلفة هذه العلاقة مع رئيس أميركي يعتمد منطق الصفقات بصفته رجل أعمال.