رسالة الى غزة ، شعبا و مقاومة ، في ظل ما تفوه به "مدير العالم" دونالد ترامب بحقها و هو يستقبل جزارها في بيته "الأبيض" .
إنك قد طويت المرحلة الأخطر من حياتك لتعبري حقبة أخرى من احتلال و حصار و دمار و رماد و خراب ، الى ما هو أكبر و أعظم من الاستقلال ، لقد رأيت بأم عينيك اليماميتين ، حقيقة الاستقلال العربي لأكثر من عشرين دولة ، ماذا فعلت لك و أنت على المقصلة طوال خمسة عشر شهرا . إنك اليوم تترجلين عن المقصلة ، و تعبرين الى العزة و الغار و الشمس و النهار و النصر و الانبهار ، بين قوسين الى العظمة و العملقة .
كل المؤشرات تشير الى ان صفقة الهدنة في مرحلتها الثانية آتية لا ريب فيها ، وهذا بفضل صمود مقاومتك الأسطورية ، بعد أن قالوا فيك ما لم يقله مالك في الخمر ؛ حيوانات بشرية ، وحوش آدمية ، يجدر اجتثاثك عن بكرتك لأنك تؤيدي المقاومة ، و سنّوا لك سكاكين متعددة الجنسيات ، بما في ذلك سكاكين ذرية ، و كانوا مجمعين و جادين ، فقد بدأوا القتل الابادي "مسح" ، أطفال لا ذنب لهم أبدا ، الا أنهم أطفالك ، أطفال رضّع ، أطفال خدّج ، أطفال لا حول لهم في مقاومة القنابل الامريكية الجبارة ، و لا حتى الجوع و البرد و الامراض السارية . منعوا عنك بالفعل ما هدد به رئيس الكيان ووزير دفاعه ، الغذاء و الدواء و الوقود و الماء و الكهرباء ، و لو استطاعوا منع الهواء لما ترددوا في منعه .
صمدت و صبرت ، و أقصى ما بحت به ، شعارك الخالد : حسبنا الله و نعم الوكيل ، أنّات قليلة مصحوبة ببعض الدمع ، كانت تتغلب على المآقي التي أحرقها الحزن و الفقدان ، كان يتصيدها الاعلام الحرباوي المراوغ ، الذي كان يستضيف وجوه كالحة في فيهها ماء ، يبصقه على المقاومة بدلا من ان يبصقه على نفسه . أحد هؤلاء اقترح على حماس تسليم الاسرى المختطفين الى قطر ، و آخر قال ان طوفان الأقصى مؤامرة بين نتنياهو و السنوار . و صرنا في الضفة نردد ما كنت تقوليه ضد الإسرائيليين ، نردده ضد بعض هؤلاء الفلسطينيين : حسبنا الله و نعم الوكيل .
إن ترامب في طرحه الأخير ، أمام مجرم الحرب الذي وصل الى واشنطن بطرق ملتوية كما المهربين و اللصوص ، يعرف تماما أنك صبرت و ثابرت و انتصرت على هذا المتبرقع بأساطير الدين الكاذب ، و لهذا اعتبر غلاة دعاته من سموترتش و درعي و بن غفير ، ان ترامب اصبح ربانيا في طرحه الرباني ، كان بهذا يريد ان يفسد عليك أفراحك ؛ وقف القتل الابادي الاعمى ، ابناؤك يعودون من الجنوب الى الشمال ، حتى لو من الدمار الى الدمار ، خيرتهم يخرجون من الغياهب بهامات مرفوعة و ألسنة تلهج بالشكر لك ، لك وحدك .
ان المسكون بجنون العظمة (البارانويا) ، المدان لتوه بارتكاب 33 جريمة ، أمام زميله في ارتكاب جرائم إبادة ، لا يعرف انه و هو يضع أسمك على شفاه شعوب العالم بكل اللغات ، قد توجك بتاج العظمة لشعب يجترح المعجزات ، و في تضحياته من موت و دمار انما يستلهم الحياة .
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا / فابشر بطول سلامة يا مربع .