تستعد القاهرة لاستضافة قمة عربية طارئة لمناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، التي تشهد منعطفًا خطيرًا، حيث من المنتظر أن يناقش الزعماء والقادة العرب 3 ملفات رئيسية، هي حجر الزاوية بالنسبة لملف القضية الفلسطينية حاليًا.
وكانت الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان عن استضافتها القمة العربية الطارئة حول تطورات القضية الفلسطينية يوم 4 مارس 2025 بالقاهرة، والتي تم التحضير لها بالتنسيق مع مجلس الجامعة العربية وبالتشاور مع الدول الأشقاء.
وقف إطلاق النار
ويأتي إقامة القمة العربية الطارئة في هذا التوقيت على درجة كبيرة من الأهمية، بحسب تصريحات أشرف العشري -مدير تحرير الأهرام والمُتخصص في الشأن العربي- لموقع القاهرة الإخبارية، كونها تختص بموضوع واحد فقط، وهو القضية الفلسطينية، وتطورات مقترح ترامب الخاص بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ومن المنتظر أن تبحث تلك القمة 3 قضايا رئيسية تتعلق بالملف الفلسطيني، يتمثل الملف الأول في إتمام عملية الهدن الثلاث المُتفق عليها، وأن يكون هناك استمرار لباقي المراحل بعد انتهاء المرحلة الأولى، والتأكيد على التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني، مع إمكانية بحث الخروج الإسرائيلي من قطاع غزة.
إعمار غزة
وأكد "العشري" أنه ضمن الملف الأول أيضًا ستتم مناقشة خطة اليوم التالي في قطاع غزة، من خلال إسناد الأمر للجنة إسناد مجتمعي، أو من خلال لجنة فلسطينية يشكلها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
أما الملف الثاني، الذي من المُنتظر مناقشته ضمن القمة الطارئة في القاهرة، فيتعلق بوجود خطة مصرية ومشروع كامل، يوافق عليه القادة العرب، تمهيدًا للبدء في إعادة إعمار غزة، من خلال مشاركة عربية دولية مع الأمم المتحدة.
مؤتمر دولي
ووافق الاجتماع بين قادة عدة دول عربية بالعاصمة السعودية في 21 فبراير على خطة إعادة إعمار بقيمة 53 مليار دولار صممتها مصر وتستمر من 3 إلى 5 سنوات، بدءًا بإنشاء مناطق آمنة من الخيام والمنازل المتنقلة للناس للعيش فيها أثناء إعادة الإعمار، وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أنه في انتظار عرضها على الأشقاء العرب لإقرارها في القمة الطارئة غدًا الثلاثاء.
بعد ذلك، كما يشير مدير تحرير الأهرام، يُمكن أن يكون هناك بالفعل دعوة لعقد مؤتمر دولي تستضيفه القاهرة، من خلال آلية عربية عبر لجنة وزارية تطوف دول العالم؛ لعرض إمكانية إقرار هذا المشروع، ومن ثم عرضه على الإدارة الأمريكية.
التسوية السياسية
وعبر وزراء الخارجية العرب التابعين لجامعة الدول العربية، سيتم حث الجانب الأمريكي - باعتباره مشروعًا عربيًا يحظى بموافقة دولية - على المشاركة في المشروع من خلال شركات أمريكية، والتنفيذ بعد ذلك سيكون على هيئة لجنة تابعة للجامعة بالتعاون مع الأمم المتحدة، مع إمكانية أن تتم مناقشة إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة في هذه المرحلة الدقيقة.
ويرى الدكتور أشرف العشري، أن الملف الثالث المهم يتعلق بالتسوية السياسية الكاملة، فيما يتعلق بقطاع غزة والأراضي الفلسطينية من خلال دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مع تجديد الموافقة على المبادرة العربية للسلام عام 2002 في بيروت.
الإقناع الدولي
وتشمل تلك المبادرة التسوية الكاملة من خلال إقامة دولتين، مع البحث في صيغة توافق دولي، عبر عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، بعد إتمام عملية إعمار غزة، مع ضرورة أن تكون هناك بالفعل حوافز للمجتمع الدولي للتعامل مع الأطروحات العربية لإقامة دولة فلسطينية.
وستشكل تلك الحوافز درجة كبيرة من الإقناع الدولي، بأن العرب لديهم مشروع كامل، يصب في خانة تنفيذ الهدن، وإعادة الإعمار، وبحث التسوية السياسية الكاملة، ما سيجلب رغبة دولية في التعاطي مع المشهد في إقليم الشرق الأوسط، كون إقامة دولة فلسطينية سيعمل على حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
ومن هنا، كما يقول الأستاذ أشرف العشري، تأتي الأهمية الكبيرة للقمة المُنتظرة، لأن ما سوف يتم إقراره من القادة والزعماء العرب حول هذه المخرجات الثلاثة، يشكل أسلوبًا عربيًا جديدًا للتعاطي مع تفاصيل المشهد الفلسطيني، ليس في قطاع غزة وحدها، وإنما القضية الفلسطينية كاملة.