رفض إسرائيل وتحفظ أمريكا، وملخصه أن الخطة المصرية العربية لا تلبي التوقعات، يطرح سؤالاً جدياً..
ما هي توقعات الإسرائيليين والأمريكيين التي انتظروها من العرب، حتى يقبلوا بخطتهم لإعادة إعمار غزة؟
هل يتوقع الثنائي ترمب نتنياهو أن يوافق العرب على أخطر تهديد لأمنهم القومي من أجل أن يمرر ترمب مشروعه التهجيري، ويغرق البلدان العربية بمخيمات لاجئين جدد، في الوقت الذي يتحدث فيه العالم كله عن حتمية قيام دولة فلسطينية؟
القمة العربية التي أقرّت الخطة المصرية وتبنتها أمسكت بزمام المبادرة، ووضعت حجر الأساس لجهدٍ عربي يفترض أن لا يتوقف عند إعمار غزة، بل بالذهاب إلى ما أبعد وأوسع، وما نعنيه إدخال العمل العربي المشترك إلى مرحلة جديدة مختلفة عن كل ما سبق، وذلك بتأكيد استقلالية قرارهم، وتوفير قوة قادرة على الوقوف في وجه الاستخفاف الأمريكي بهم والعدوان الإسرائيلي المتمادي عليهم.
إن أفضل ما يمكن أن يفعله العرب وخصوصاً في زمن ترمب، هو أن تكون قراراتهم مخالفة تماماً للتوقعات الأمريكية المبنية على الاستخفاف بهم، واعتبارهم رصيداً مضمونا في الجيب الأمريكي.
القمم العربية وآخرها قمة القاهرة الاستثنائية وقمة بغداد التي ستعقد بعد شهور، ينبغي أن تقدم البرهان المقنع على أن زمن الاستخفاف بهم وتهميش حضورهم في منطقتهم وقضاياهم ولّى إلى غير رجعة، وساعتها سيحسب الأمريكيون والإسرائيليون ألف حساب لقوة فعالة تبلورت أمامهم وتمتلك القدرة على مواجهتهم.
في القاهرة أنجز العرب الجزء الأول من خطتهم، وبقي الجزء الأهم وهو فرضها كبداية لفرض استقلال وسيادة عربية على أرضهم ومصيرهم