طالبت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، يوم السبت، جميع المؤسسات الدولية، بضرورة العمل على إدخال الإمكانات والمعدات اللازمة لعمل فرق هندسة المتفجرات في التعامل مع المخلفات الحربية إلى القطاع، بما فيها وسائل وأدوات الحماية الشخصية؛ لتجنب مزيد من الخسائر في أرواح المواطنين.
وقالت "الداخلية" إن مدير دائرة هندسة المتفجرات بالشرطة في محافظة شمال غزة بلال المبحوح أصيب إصابة بالغة في وجهه وعينيه وأنحاء من جسده، وقد فقد بصره بنسبة كبيرة، وفق تقديرات الأطباء، وذلك جراء انفجار جسم من مخلفات الاحتلال في حرب الإبادة التي شنها على شعبنا في القطاع.
وأوضحت أن غرفة عمليات الشرطة في شمال غزة تلقت في 5 مارس الجاري إشارة بوقوع انفجار جسم من خلفات الاحتلال في شارع "مزايا" شرق مخيم جباليا، أسفر عن إصابة ثلاثة فتية بجروح مختلفة، ليتوجه "المبحوح" على رأس فريقه لمعاينة مكان الانفجار وتفقد آثاره.
وأشارت إلى أن ضباط هندسة المتفجرات يعملون بدون معداتٍ للسلامة للشخصية نظراً لانعدام الإمكانات التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه المركّز لمقار الشرطة المدنية ومقدراتها خلال حرب الإبادة.
ونقلت "الداخلية" عن المبحوح قوله إن فريق الهندسة وصل مكان الانفجار، وباشر بحذر إجراء معاينة بالنظر للمكان، بينما كان رفاقه يأخذون أقوال الشهود على الحادثة.
وأضاف "المبحوح": "قبل أن نلمس أي شيء، كنت أسير في المكان وأعاينه بالنظر فقط، وإذ بانفجار آخر يندلع أمامي مباشرة، ألقاني على الأرض مصاباً بجروح بالغة في الوجه والعينين وأنحاء أخرى من جسدي".
وتابع: "لم أعلم وقتها ما حدث لي، حتى نقلني زملائي إلى المستشفى وهناك استفقت على حالتي هذه".
وأوضح "المبحوح" أنه ورفاقه، أصحاب المهنة الخطرة، يعملون دون أية معدات أو إمكانات للسلامة الشخصية، وقال: "نحن نعمل من العدم، كل شيء نقوم به يدوياً".
ولفتت "الداخلية" إلى أنه منذ توقف حرب الإبادة الإسرائيلية، وقع عدد من حوادث الانفجار لأجسام مشبوهة ومخلفات حربية في مختلف محافظات قطاع غزة، أدت لارتقاء وإصابة العديد من المواطنين.
وأردفت "بفعل همجية القصف والاستهداف الإسرائيلي على شعبنا بآلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات على مدى أكثر من 15 شهراً، تنتشر مخلفات تلك الصواريخ في الشوارع وبين ركام المنازل والمباني والمنشآت المستهدفة".
بدورها، دعت إدارة الأدلة الجنائية وهندسة المتفجرات بالشرطة، المواطنين إلى الحذر في التعامل مع أية أجسام يتم العثور عليها، وعدم الاقتراب منها بأية حال، والمسارعة إلى الإبلاغ عنها عبر الاتصال بالرقم المجاني للشرطة (100)، أو رقم العمليات المركزية بوزارة الداخلية والأمن الوطني (109).
وتابعت "برغم الجهود التي يبذلها ضباط وعناصر الهندسة، في جمع مخلفات الحرب وتحييد خطرها عن المواطنين، إلا أنهم يعانون من نقص في الكوادر، ويفتقرون إلى المركبات ومعدات السلامة الشخصية خلال عملهم".
وأكدت أن "حجم الدمار الهائل في قطاع غزة بأكمله، وعشرات آلاف القذائف التي ألقاها الاحتلال على أبناء شعبنا، تتطلب إمكانات كبيرة وتكاتف جهود دول ومؤسسات دولية في إزالة خطر تلك المخلفات الحربية غير المنفجرة".