نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأحد، مقالا للجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، صاحب خطة الجنرالات، يضع فيه احتمالات ثلاثة أمام "إسرائيل" للتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة واتفاق وقف إطلاق النار.
وفي مقاله الذي حمل عنوان " لدي بعض الأسئلة لمتخذي أو صانعي القرار في إسرائيل"، قال إنّ إسرائيل" تقف عند مفترق طرق "صفقة شاملة لتبادل الأسرى الآن وفورًا، مما يعني إنهاء الحرب وانسحاب كل قوات الجيش من غزة، أو استئناف الحرب، أو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق".
واستطرد أنّه قبل قرار استئناف الحرب يجب على السياسيين، والقادة العسكريين أن يجيبوا على سبعة أسئلة جوهرية أولها: ما الذي يمكن تحقيقه الآن ولم تتمكن "إسرائيل" من تحقيقه في الـ 15 شهرًا من القتال؟ ما هو "السلاح السري" الذي لم يكن متاحًا سابقًا؟
وتساءل آيلاند عن "الوقت سيستغرق لتحقيق هدف الحرب المتجددة؟ وكيف سيؤثر تجديد الحرب على مصير الأسرى؟ بالإضافة لطبيعة الأثمان التي ستدفعها "إسرائيل" لتنفيذ العملية؟ منوهًا إلى أنّ الأمر لا يقتصر فقط على الخسائر البشرية، بل يشمل أيضًا زيادة الضغط على نظام الاحتياط الذي يعاني من العبء.
أيضًا طرح كاتب المقال تساؤلًا عن تأثير تحويل قوات بشكل كبير إلى غزة على جبهات أخرى، وخاصة في الضفة الغربية ولم يغفل عن جبهة اليمن إذ قال: "من المرجح أيضًا أن تجدد اليمن إطلاق الصواريخ".
وتابع في تساؤلاته لمستويات السياسية والعسكرية: "كيف سيؤثر قرار استئناف الحرب على العلاقات مع الدول العربية التي تحاول إيجاد حل طويل الأمد لغزة، وما طبيعة تأثيره على اقتصاد "إسرائيل"؟ على سبيل المثال، الشركات الجوية الأجنبية استأنفت رحلاتها إلى "إسرائيل" وتجديد الحرب قد يعيد الأمور إلى الوراء".
وخَلص إلى أنه لو كان في موقع اتخاذ القرار لاختار احتمال "الصفقة الشاملة وإنهاء الحرب"؛ لأن هزيمة "حماس" من وجهة نظره باتت ممكنة من خلال سيناريوهات أخرى، تشمل الضغوط العربية على الحركة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قد نقلت عن مصدر أمني لم تسمه تحذيره من أن العودة للحرب قد تعرض الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر، فيما اعتبرت عائلات أسرى الاحتلال العودة إلى الحرب "يعني إصدار حكم بالإعدام على من تبقوا في الأسر"، بينما تستمر الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة.
في هذا الإطار، من المتوقع أن يتوجه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء المقبل، في محاولة للتوسط في "اتفاق جديد للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في غزة"، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.
وستكون هذه المحادثات الأولى منذ تولي الرئيس ترامب منصبه، وكذلك منذ الاتفاق الأصلي الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، والذي انتهت مرحلته الأولى منذ أسبوع، وعرقل بنيامين نتنياهو الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وبحسب "أكسيوس"، سينضم ويتكوف إلى الوسطاء القطريين والمصريين، بالإضافة إلى المفاوضين من "إسرائيل" وحركة "حماس" للبدء بالمحادثات يوم الاثنين القادم.
وقالت حركة حماس في بيانٍ لها الليلة إن وفدها الذي زار القاهرة وعقد لقاءً مع المصريين بشأن غزة، "شدد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية وفتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط".